دقت جمعية الأيادي البيضاء المهتمة بالبيئة ناقوس الخطر، حيال تردي الوضع البيئي عبر تراب بلدية رأس العين عميروش في دائرة عقاز بمعسكر، نتيجة تنامي نشاط إنتاج الفحم في قرية القلانزة والتجمعات السكنية الريفية المجاورة لها. ناشدت جمعية الأيادي البيضاء المحلية ببلدية رأس العين عميروش، السلطات الولائية والجهات الوصية على قطاع البيئة وقطاع الصحة، التدخل للحد من الآثار الخطيرة الناتجة عن مواقد الحطب العشوائية المنتشرة عبر مساحات واسعة من الأراضي الجرداء بإقليم بلدية رأس العين عميروش. وذكر رئيس الجمعية سالم محمد في اتصال ب»الشعب» أن سحب الحرائق والدخان والروائح السامة تغطي سماء المنطقة بشكل يوميا، لاسيما ليلا لما تتم تهوية مواقد الحطب، ما يحرم نحو5 آلاف نسمة من سكان دواوير القلانزة، أهل محمد، الغفافرة، أهل العيد، أهل القادة أهل الصديق وسيدي بوعجمي –من الهواء النقي وتسبب لهم في أمراض تنفسية وأعراض مرضية أخرى خطيرة. أمراض تنفسية خطيرة شكوى جمعية الأيادي البيضاء ومخاوفها من تأزم الوضع البيئي والصحي لسكان المنطقة يتقاسمها سكان المنطقة أنفسهم،في انشغال رفعوه بتحفظ أمام والي معسكر حجري درفوف قبل أيام لدى زيارته بلدية سيق،ويأتي تحفظ السكان من التعبير عن انشغالهم علانية – تجنبا لأي مشاكل ومواجهات بين السكان المتضرين وجيرانهم المنتجين للفحم،يقول محمد وهومواطن من قرية القلانزة أصبح العيش في المنطقة لا يطاق،مواقد الفحم تحيط ببيوتنا وتسببت في أمراض لأبنائنا وأي شكوى ضد هؤلاء المنتجين للفحم تقابل بالصمت من قبل مصالح البلدية بل حتى تتسبب لنا في مشاكل وصدامات مع جيراننا المنتجين للفحم. نشاط مدر للثروة وخطير على البيئة وصحة الإنسان كما يتساءل سعيد احد سكان قرية أهل امحمد عن سر صمت السلطات المحلية عن تنامي هذا النشاط المضر للبيئة ولصحة الإنسان، يقول في حديثه إنتاج الفحم أصبح يدر ارباحا طائلة على ممارسي هذا النشاط، اخبرنا أيضا أن شباب المنطقة يواجهون مشكل البطالة ولا رغبة لهم في ترك هذا النشاط المدر للمال والمضر للصحة، مشيرا إلى أن أصحاب مواقد الفحم يستغلون القصر والشباب العاطل عن العمل في هذا النشاط مقابل ما قيمته 8 آلاف دينار لكل موقد فحم، موضحا أيضا أن مواقد الحطب تستمر في الاحتراق لثلاثة أيام متتالية، بمعنى أن الشباب المستخدمين في هذا النشاط يتقاضون القيمة المالية كل ثلاثة أيام، في حين ينتج موقد الفحم الواحد العشرات إلى المئات من الأكياس، حسب كمية الحطب المحترقة،وتباع أكياس الفحم بألف دينار على الأقل للكيس الواحد لأصحاب مطاعم ومحلات الشواء بالجهة الغربية للبلاد،لافتا في حديثه لنا أن هناك شباب يشتغلون أيضا في جمع الحطب من الغابات وأحيانا تكون أشجار الزينة على الطرقات وفي الحدائق ضحية لطمعهم. انتشار المئات من مواقد الفحم أما محمد سالم رئيس جمعية الأيادي البيضاء وبصفته أحد سكان قرية أهل العيد وناشط جمعوي في مجال البيئة،فيقول عن نشاط إنتاج الفحم المتمركز في قرية القلانزة وضواحيها، أن النشاط غير القانوني استفحلت كثيرا مؤخرا وعلى مدار السنة،المئات من مواقد الحطب ممتدة على هكتارات من الأراضي الفلاحية وهذا كله من دون مراقبة ومحاسبة من المعنيين، ويردف قائلا لقد اثر النشاط سلبا على البيئة وصحة السكان بسبب الانبعاثات السامة للدخان المنبعث من مواقد الحطب،يضيف حتى حقول الزيتون تضررت بسبب الانبعاثات السامة والدليل حسبه هوتراجع إنتاج الزيتون ورداءته في المنطقة، نتيجة تأثير الرماد والغازات السامة أثناء موسم تفتح زهور الأشجار. تأطير النشاط حفاظا على البيئة ومكافحة البطالة واسطرد محمد سالم قائلا، صحيح شباب المنطقة لا يجدون ما يسد حاجياتهم المادية غير العمل في المجال، لكن النشاط لا بد له من التاطير باعتباره مدرا للثروة، من خلال إبعاد مواقد الحطب عن محيط التجمعات السكنية، ومن خلال استبدال مواقد الفحم التقليدية الحالية بأخرى تشتغل بالغاز الطبيعي وتمكن الناشطين في المجال من استخراج الفحم والقطران وحتى أسمدة فلاحية ناتجة عن الرماد، يضيف أيضا فرن الحطب الذي يشتغل بالغاز الطبيعي موفر للجهد والوقت وسعره في متناول تجار الفحم، مشيرا في طرحه أن سائل القطران الذي ينتج عن حرق الحطب وله عدة استعمالات، لم يعد يستخرج من الأفران التقليدية لأنه لا يدر أرباحا كتلك التي يدرها الفحم الفاخر، وعليه يعمد منتجو الفحم على تركه في المواقد أين ينفذ في التربة بكميات كبيرة ونسب غير معروفة من درجات الخطر.