يشهد قطاع الإنتاج الفلاحي بولاية بومرداس مزيدا من الانتعاش من حيث المردودية السنوية والنوعية التي تقدّمها مختلف الشعب المعروفة بالولاية كالخضروات، الحمضيات وعنب المائدة التي سجّلت فائضا في المحصول لموسم 2019، الأمر الذي شجّع عددا من المتعاملين على خوض تجربة التصدير كتجربة أولى قاربت 30 ألف قنطار لبعض البلدان العربية والأوروبية مثل إسبانيا، حسب مصادر مديرية المصالح الفلاحية. تشكّل ولاية بومرداس بموقعها ومساحاتها الفلاحية الخصبة المقدّرة بأزيد من 63 ألف هكتار قاعدة خلفية وممون رئيسي للسوق الوطنية والولايات المجاورة بعدة منتجات خاصة ما تعلق بالخضروات، إنتاج البطاطا، الحمضيات التي سجلت هذا الموسم إنتاج 400 ألف قنطار من مختلف الأنواع، إضافة إلى شعبة الكروم أو عنب المائدة التي تحتكر فيه السوق الوطنية بنصف الإنتاج يصل سنويا إلى 2.5 مليون قنطار، وهذا بفضل برامج الدعم والمتابعة وعودة الاهتمام بخدمة الأرض واستغلالها من قبل الخواص والعائلات، أهمها زراعة الأشجار المثمرة وإنتاج الزيتون التي تعرف مساحتها توسّعا من سنة إلى أخرى. أمام هذه النقلة النوعية للشعب الفلاحية بولاية بومرداس، التي تعرف نموا مستمرا من حيث الإنتاج والمردودية السنوية، لا تزال الكثير من الصعوبات بشهادة المنتجين وأصحاب الأراضي تعترض عددا من الأنشطة الأساسية التي تتطلّب تسويقا سريعا للمنتوج على غرار الحمضيات وعنب المائدة سريع التلف، حيث يشتكي القطاع ومنذ سنوات من غياب الوحدات المتخصصة في الصناعات التحويلية والتعليب لامتصاص الفائض الكبير والحفاظ على الأسعار وتوازنات السوق وتجنيب الفلاحين خسائر فادحة مثلما يعيشونها اليوم بالأخص في شعبة الحمضيات، إلى جانب ضعف قدرة التخزين رغم وجود مبادرات لبعض المتعاملين الاقتصاديين الذين بدأوا يستثمرون في هذا الجانب. وبغرض مواجهة هذه الصعوبات المحلية وتشجيع الفلاحين على الاستمرارية، بدأت في السنوات القليلة الماضية محاولات تصدير المنتجات الفلاحية من قبل متعاملين اقتصاديين كتجربة أولى لكنها مشجّعة، حسب وصف مديرة الفلاحية لدى تقييمها لواقع القطاع، حيث شهد الموسم الماضي تصدير قرابة 30 ألف قنطار من مختلف المنتجات، منها 20 ألف قنطار من مادة البطاطا إلى دول كفرنسا، إسبانيا، قطر وليبيا، حوالي 7 آلاف قنطار من الفلفل بنوعيه ومنتجات أخرى كالحمضيات. وبالرغم من هذه التجربة المشجّعة التي دون شك سترفع من معنويات الفلاحين، وتساهم في رفع مردودية الشعب الرئيسية بولاية بومرداس، إلا أن وضعية السوق وغياب المؤشرات الحقيقية لتصريف المنتجات وبطريقة دائمة ومضمونة وغموض الإستراتيجية التسويقية والضمانات، تبقى من أكبر الهواجس لدى الفلاحين مثلما يعاني منه اليوم منتجو ومربّو الدواجن، الذين تكبّدوا خسائر كبيرة جراء السقوط الحر لأسعار اللحوم البيضاء وصلت في بعض المناطق إلى 150 دينار للكلغ، في وقت تعدى فيه سعر تغذية الأنعام 4500 دينار للقنطار، في حين تبقى الأسباب متضاربة منها ضعف القدرة الشرائية للمواطن مثلما يتم تداوله بين الناشطين.