اعتبر عبد الرحمان بلعياط عضو قيادي في حزب جبهة التحرير الوطني أن الشباب في الجزائر حاليا ينتابه نوع من الحيرة، ويطرح عدة تساؤلات بخصوص مكانته ودوره في المجتمع والمؤسسات، ويطرحها غيره بشأنه في الحقل السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي، وذلك خلال تنشيطه أمس لندوة النقاش التي نظمها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية . بالرغم من المجهودات الجبارة والبرامج الضخمة عبر المخططات التنموية، السكن والمنشآت ومناصب الشغل كما ذكر بلعياط، إلا أن الشباب الجزائري ما يزال يرتاب ويشعر بالتهميش والإقصاء، وهو الورقة السياسية التي تستعملها كل الأحزاب وتراهن عليها كلما حلت المواعيد الانتخابية. ارجع بلعياط حالة الإحباط التي يعيشها الشباب الجزائري والتي كانت السبب الرئيسي للاحتجاجات التي شهدتها الجزائر في جانفي 2011 تزامنا وانطلاق الثورات العربية، إلى الاختلالات الاقتصادية والتقلبات السياسية من جهة، إلى إحساسه المستمر بالإقصاء والتهميش من جهة أخرى، و ذلك بالرغم ما تحقق من انجازات في جميع الميادين. غاص هذا القيادي في الحزب العتيد في الأمور التاريخية وهو يتحدث عن الشباب، وكاد يحيد عن موضوع الندوة «الشباب والمرأة في الخطاب السياسي، رهان حقيقي أو شعار انتخابي ؟»، مشيرا إلى الدور الكبير والفعال الذي قام به لطرد المستعمر من بلادنا، مشيدا بالذكاء الخارق لشباب الثورة والحنكة التي تميزوا بها أثناء المفاوضات بشأن الاستقلال أمام الجينرال ديغول المعروف بحنكته السياسية. غير أن حديث بلعياط عن الشباب في الخطاب السياسي كان مقتصرا بالرغم من انه الورقة التي تراهن عليها الأحزاب في المواعيد الانتخابية، خاصة وأن الجزائر تعرف السنة الجارية انتخابات هامة ومصيرية. وأضاف في سياق متصل أن الاستحقاقات المقبلة تأتي في جو يتسم بخيبة أمل صارخة من قبل الشباب، إزاء دوره ومكانته في المجالس المنتخبة، معتبرا أن هذه الشريحة كانت دائما أداة الحل للمعضلات التي مر بها الوطن، ودليله عن ذلك مشاركة الشباب الفعالة في الثورة التحريرية، وبعد الاستقلال، حيث كان اغلب أعضاء الحكومة المؤقتة شباب، غير أن هذا الأخير آنذاك كان يعرف إلى أين الاتجاه والمطلوب منه. ويرى بلعياط أن الاستحقاقات المقبلة تحتم ضرورة مناقشة معضلة الشباب في المجالس المنتخبة، ويرى أن معالجة هذه الإشكالية تكون من منظورين، في إطار السياسة العمومية التي ينبغي أن تكون مدروسة وتضمن الفعالية. وطالب في سياق متصل بضرورة المناقشة والعمل السياسي في منظومة مدروسة تحدد من المسئول، و«أراهن على منظومة دستورية أتمنى أن يتم صياغتها خلال السنة الجارية»، مؤكدا بان الشباب لم يهمش أبدا حسب رأيه في كل المراحل التي مرت بها البلاد، والمطلوب حسبه إعطاء الأهمية أكثر لهذه الفئة التي تمثل اكبر نسبة في المجتمع، وإعطائها مساحة سياسية اكبر لطرح الأفكار وبلورتها إلى مشاريع تخدم البلد كما فعلت بالأمس، خاصة وان الشباب حاليا نال قسطه من العلم والمعرفة التي تمكنه من خدمة البلد في جميع الميادين.