أكد القياديين بحزب جبهة التحرير الوطني عبد القادر زحالي وعبد الرحمان بلعياط، أن الشباب برهنوا على حسهم الوطني والتفافهم حول دولتهم، من خلال رفضهم المشاركة في مسيرة السبت المنصرم. نشط أمس كل من عضوي المكتب السياسي عبد القادر زحالي المكلف بأمانة الشباب والطلبة وعبد الرحمان بلعياط المكلف بأمانة التكوين والتدريب، تجمعا تحسيسيا لفائدة شباب ولاية الطارف بمقر المحافظة، بحضور أكثر من 300 شاب ومناضل، ضم أمناء مكاتب القسمات ورؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الثورية. واستهل النشاط التحسيسي الذي حمل موضوع »الانتشار واستقطاب الشباب« بتدخل القيادي الأفلاني ونائب رئيس مجلس الأمة عبد القادر زحالي، الذي تطرق إلى أهم المحاور التي ميزت انعقاد المؤتمر التاسع، مذكرا بالنجاح الكبير والمكاسب التي حققها المؤتمر، من بينها استحداث أمانة جديدة على مستوى المكتب السياسي تعني بفئة الشباب والطلبة، التي استطاعت في وقت قصير أن تنظم العديد من النشاطات منها الوطنية والجهوية والولائية. كما شرح زحالي نتائج دورات اللجنة المركزية التي كللت بالنجاح، مذكرا بالاهتمام الكبير الذي يوليه الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم لفئة الشباب، من خلال حرصه على إشرافه الشخصي لجميع الندوات التي نظمت. كما شدد نائب رئيس مجلس الأمة على ضرورة فتح المجال أمام الشباب للتعبير عن طموحاتهم وأفكارهم، بعيدا عن الإقصاء والتهميش، داعيا إلى عدم إقحام الشباب في معارك تصفية الحسابات الشخصية، وتركهم يتشبعون بمبادئ ومقومات جبهة التحرير الوطني بعيدا عن »التخلاط« الذي لا يخدم الحزب ويعطي صورة في أذهان الشباب أن الأفلان حزب الصراعات. وتطرق زحالي إلى مشاكل الشباب خاصة مشكل الشغل والسكن، داعيا الحكومة إلى التكفل بانشغالات الشباب الشرعية والتي قابلها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بجملة من الإجراءات الجريئة التي تمكن الشاب من العيش الكريم، مشددا على رؤساء البلديات على ضرورة فتح أبواب مكاتبهم واستقبال المواطنين للاستماع إلى انشغالاتهم، محذرا في نفس الوقت من الوعود الكاذبة التي لن تخدم الحزب في الاستحقاقات القادمة. كما استنكر زحالي الطريقة التي سلكها المتظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها الجزائر، داعيا الشباب إلى اليقظة وعدم الانسياق وراء من يدعون حرية التعبير وأهداف الخفية هو تحطيم الجزائر. وبخصوص مسيرة أول أمس أكد زحالي أن الشباب برهن على حسه الوطني والتفافه حول دولته من خلال عدم الاستجابة للأصوات التي تريد إرجاع الجزائر لسنوات لا أمن، كما وجّه تعليمات لأمين محافظة الطارف للإسراع في تنصيب خلايا الشباب والطلبة على مستوى مكاتب القسمات والمحافظة. من جهته تطرق عضو المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط في مداخلته إلى الأوضاع التي تعيشها كل من تونس ومضر، مشيرا أن الأنظمة التي تستعين بالغرب على حساب شعوبها سيكون نهايتها مذلة، مثلما حدث للرئيس التونسي الفار زين العابدين بن علي. وأشار بلعياط إلى التجربة الجزائرية في المجال السياسي التي لم تعتمد منذ إنشاء الأحزاب في العهد الاستعماري على الغرب، ما جعل النظام الجزائري مستمد قوته من الشعب باعتبار أن الثورة التحريرية احتضنها الشعب ولم تحتضنها الحكومات الغربية. كما قدم القيادي بلعياط شرحا دقيقا لأهم الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال اجتماع مجلس الوزراء الخميس المنصرم، داعيا الحكومة إلى التطبيق الفعلي لهذه الإجراءات والإسراع في تجسيدها في الميادين، كما تطرق إلى قرار رفع حالة الطوارئ، مذكرا أن إعلانها كان نتيجة الأزمة التي عاشتها الجزائر في التسعينيات وكان إعلانها لمواجهة الإرهاب وليس للتضييق على الحريات العامة. كما اعتبر بلعياط أن رفض دعاة بعض الأحزاب تنظيم تجمعاتهم داخل القاعات، بدل المسيرات، راجع إلى تخوفهم من انكشافهم أمام الرأي العام لعدم قدرتهم على التجنيد، وأن التصريحات للقنوات الأجنبية والإدعاء بالقمع والتضييق على الحريات العامة، تعرّت أمام الشعب الذي أصبح يعي جيّدا كيف يحافظ على أمن بلاده.