اعترف الناقد السينمائي ومستشار بوزارة الثقافة احمد بجاوي بافتقار الجزائر في هذا العصر لجمهور هاوي للسينما، إضافة إلى غياب قاعات سينمائية تحوي أجهزة ومعدات تتماشى والتطور الذي يشهده هذا العالم الفني اليوم، والتي من شانها أن تستقطب عددا مهما من المشاهدين والوافدين إلى هذه الفضاءات، معتبرا في هذا الصدد أن هذين العاملين من أهم الأسباب التي ساهمت في تقهقر الإنتاج السينمائي في الجزائر ، مؤكدا على ضرورة إيجاد مخرج لذلك في المستقبل.وقد أكد بجاوي، على هامش الندوة الصحفية التي جاءت في إطار برنامج “الكلمة” الذي يحتضنه الديوان الوطني للإعلام والثقافة بقاعة الأطلس، أن الجمهور من أهم الركائز التي تساعد في انتعاش السينما، حيث يعتبر الممول الحقيقي لهذا الميدان، مذكرا في هذا الصدد بالعصر الذهبي الذي عاشته السينما الجزائرية في السبعينيات، حيث كانت تسجل طوابير أمام شبابيك بيع التذاكر، قائلا “المبالغ الماخودة من تذاكر الدخول إلى القاعة كافية لتمويل 80 بالمائة من إنتاج الأفلام، منها روائع السينما الجزائرية مثل” العصا والعفيون”،الذي سجل أكثر من مليوني متفرج”. كما ارجع ذات المتحدث تراجع الفن السابع في الجزائر إلى قلة قاعات السينما، متسائلا في هذا الجانب عن سبب بقاء هذه القاعات تابعة للبلديات أو مغلقة، وإن كانت مفتوحة فهي بعيدة عن مهامها ووظيفتها التي وضعت في البداية من اجلها، رغم النداءات والجهود من اجل العمل على تدعيم شبكة العرض بإصلاح الدور الموجودة و بناء قاعات جديدة، مدعما كلامه في هذا الصدد بالجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الثقافة في السنوات الأخيرة، حيث تم استعادة العديد من قاعات السينما وترميم أخرى. كما تطرق احمد بجاوي خلال هذه الندوة إلى واقع السيناريو في الجزائر، مؤكدا على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه النص في استقطاب الجمهور، هذا الأخير الذي ، كما قال ذات المتحدث، الذي يميل إلى السيناريوهات القريبة أو المستنبطة من الواقع الذي يعيشه، والتي تعكس الهموم والأزمات أو المشاكل التي يتخبط فيها المواطن الجزائري في حياته اليومية، مذكرا في هذا الجانب بعدد من الأفلام التي كانت نصوصها مستوحاة من الواقع الذي يعيشه الفرد داخل مجتمعه، ويتعلق الأمر هنا بكل من فيلم “عمر قاتلتو” لعلواش، الذي جسد وفي قالب سينمائي جذاب واقع الشباب الذين قضى الفراغ على طموحاتهم و قام، حسب، باستباق الأحداث بتقديم نموذج شاب استغل فيما بعد من قبل قوى مختفية. ولم يفوت السينمائي الفرصة للحديث عن الأقلام الأدبية التي رفعت راية الجزائر خارج ترابها امثال آسيا جبار، رشيد بوجدرة، ياسمينة خضرة و..، والتي سال حبرها ليقدم العديد من النصوص التي بنيت عليها أفلام توجت في العديد من المرات في المحافل الدولية، حيث تساءل في هذا الجانب عن الأسباب التي جعلت الإنتاج السينمائي الجزائري ضعيف مع وجود مثل هذه الأقلام، التي كلما اختيرت احد نصوصها كسيناريو لفيلم معين إلا وكان له نصيب من التتويج في المهرجانات والفعاليات الثقافية الكبرى. وفي الأخير ورغم الصعوبات والأسباب التي أدت إلى تقهقر السينما في الجزائر، إلا أن احمد بجاوي أكد على التطور الذي عرفه الفن السابع في الجزائر في السنوات الأخيرة، ولو لم يكن بالدرجة التي عرف بها في السبعينيات والثمانينيات، مبديا في هذا الشأن تفاؤله برقي هذا العالم الفني في البلاد.