أعرب عدد من المخرجين والفنانين وبعض التقنيين السينمائيين الذين حضروا حفل تكريم المخرج يوسف بوشوشي الذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة نهاية الأسبوع الماضي، عن قلقهم إزاء وضع مهن السينما في الجزائر رغم بوادر الحركية التي يشهدها قطاع الفن السابع في الجزائر. فمن جهته أطلق مخرج فيلم "دورية نحو الشرق"و" زهرة اللوتس" عمار العسكري، صفارات الإنذار حيال الواقع الذي تعيشه السينما الجزائرية بسبب غياب قاعات العرض (من 500 بعد الاستقلال إلى 20 حاليا) وانعدام شبكة التوزيع وغياب التكوين...وغيرها، محذرا بالمقابل مما أسماه بخطأ إضفاء الجنسية الجزائرية على إنتاجات ترتكز على "وسائل أغلبها أوجلها من الخارج" وذلك لان مخرج العمل جزائري. وفي نفس السياق أوضح بلقاسم حجاج، أنه "من الممكن إنتاج فيلم حول الجزائر بغض النظر عن جنسية مخرجه أومكان إقامته" لكن غياب التصور "المحلي" في العمل الذي من شأنه عكس واقع المجتمع الجزائري هو المشكل الحقيقي، مضيفا أنه لابد من التأكد من جودة كتابة النص والعرض والإخراج والإنتاج معا من أجل إضفاء مصداقية أكبر على الصورة المقدمة وهو الأمر الذي كان يحدث في عهد الديوان الوطني للتجارة والصناعات السينماتوغرافية والمركز الجزائري السينما. كما دعا مخرج فيلم "المنارة" زملائه من المشتغلين في حقل الفن السابع إلى بذل المزيد من الجهود من أجل الانتاج وتقديم أعمال رغم كل الصعاب التي يواجهها القطاع ، دافعا بالمقابل نداء للسلطات العمومية يناشدها فيه برمجت العروض السينمائية داخل المدارس والثانويات من أجل أن يكسب الجيل الجديد ثقافة السينما. وعن إنعاش الإنتاج السينمائي أوصى المخرج بتأهيل التقنيين وتكوين كتاب النصوص وتسيير قاعات السينما. يذكر أن التظاهرة شهدت تكريم المخرج التلفزيوني يوسف بوشوشي (70 سنة) المعروف بمشواره المهني الطويل كمصور في الإذاعة والتلفزيون منذ السنوات التي سبقت استقلال الجزائر إلى أن أصبح يتجه لمجال الاخراج خلال سنوات السبعينيات والثمانييات ويقدم مجموعة من الأفلام القصيرة والحصص على غرار حصة "نادي السينما" التي نشطها أحمد بجاوي. وفي بداية التسعينيات غادر المخرج المؤسسة الوطنية للتلفزيون لينشأ مؤسسته الخاصة بالإنتاج السينماتوغرافي.