أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لباطشة، أمس، على بعث النشاط النقابي وسط الأئمة من خلال انتخاب التنسيقية الوطنية لموظفي الشؤون الدينية والأوقاف التي انتهت عهدتها في مارس 2017، وعرفت الكثير من الصراعات التي تستوجب إعادة الهيكلة في عهدة جديدة تمتد على مدار 4 سنوات وتسير وفق برنامج يرجع إلى القاعدة وقوانينها ويقوم على مبدأ الانتخاب لا التعيينات. خلال يوم دراسي نظم حول وضعية نقابة الأئمة بالمعهد الوطني للدراسات والبحوث النقابية بالعاشور وبحضور أعضاء مكاتب مختلف الولايات، قال لباطشة إن الوضعية تستوجب التصحيح بما يتماشى والنظام الداخلي والقانون الأساسي للنقابة المركزية في جميع القطاعات وعلى رأسها قطاع الأئمة الذي عرف الكثير من الأزمات بسبب الانشقاق داخل الفروع الولائية وما نتج عنها من تصرفات ترفض اليوم في ظل ما يسمى التصحيح السابق. بخصوص مؤتمر جوان أفاد لباطشة انه بداية لانطلاقة جديدة وإحداث التغيير وقمع التعسف والممارسات السلطوية التي تقتضي التغيير في العمل النقابي، مشيرا إلى وجود الكثير من الأخطاء تستوجب التصحيح وتدارك النقائص بجردها وتشريحها والسعي إلى تغييرها وفق ما يسمح بإخراج الكفاءة لخدمة العمال والقطاع. أبرز المتحدث دور الأئمة بقوله «الإمام قدوة ومربي المجتمع يجب حمايته»، وهذا بالنظر الى الدور الذي يلعبه في بث الوعي في أوساط المجتمع، مشيرا الى ضرورة تهيئة الظروف لهذه الفئة لأداء وظيفتها الدينية التي تدخل في إطار التعليم والوعي خاصة مع الوضع الحساس الذي تعيشه الجزائر وتستغله بعض الأطراف لنشر الفتنة. شدّد الأمين العام للمركزية النقابية سليم لباطشة، على ضرورة تضافر الجهود لتوفير أطر حماية رجال الدين من الاعتداءات والتجاوزات والمضايقات الى جانب النظر في مشاكلهم الاجتماعية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار والعمل على حلها بتعيين ممثليين عنهم يضعونها على شكل أولويات. يعمل الإتحاد على تهيئة المناخ للأئمة للقيام بدورهم الديني بأريحية وتمكينهم من اختيار ممثلهم لممارسة النشاط النقابي، بما يضمن الحقوق المهنية والاجتماعية لجميع العمال وبمرافقة المركزية النقابية لدعمها ومساندتها في مسعاها النبيل من خلال إعادة النظر في القانون الخاص الذي لم يتغير، منذ سنة 1991، بالرغم من تغير المعطيات. في مجال المقارنة بين قطاع الشؤون الدينية والتعليم، أكد لباطشة تقاسم نفس الظروف الصعبة التي تعيشها المنظومة التربوية بفعل الكثير من الأمور وتستدعي عقد ندوة وطنية لعرض مشاكل المنظومة التربوية ومتغيراتها بمشاركة النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ ومختلف الأطراف الفاعلة لإنقاذ القطاع. مشاكل الأئمة على طاولة المركزية النقابية تخلل اليوم الدراسي أيضا عرض لأئمة الولايات وأعضاء مكاتب التنسيقية سابقا من أجل أخذ القرارات ووضع خطة عمل مستقبلية، حيث أشار عضو بمكتب برج بوعريريج الى مشاكل العهدة السابقة بسبب غياب الاجتماعات التي تندرج في إطار القانون الأساسي وغياب العمل التنظيمي الذي أدى الى انسحاب أغلبية الأعضاء في حين أشار إمام بمكتب تيبازة بن مهيريز حسين الى الممارسات النقابية السابقة التي جعلت الإمام يتعرض للكثير من المضايقات والتي تستدعي إعادة الهيكلة من أجل الدفاع عنهم والخروج من دائرة الصراعات وأخلقة العمل النقابي، وهو ما أكده مكتب التنسيقية بولايات الغرب الذي شدّد على ضرورة العودة الى العمل النقابي المؤسساتي. طمأن الأمين العام في الختام الجميع بأن مرحلة التعيينات قد ولّت وحان الآوان لمرحلة الانتخابات واختيار ممثلين فرسان يقودون العمل النقابي مستقبلا.