أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، على هامش الاحتفالات الرسمية بالذكرى 62 لأحداث ساقية سيدي يوسف على «أن الشعب التونسي هو السند القوي للشعب الجزائري في المحن والأزمات، مستندا إلى مخرجات لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره التونسي قيس سعيد، على أنه يجب تعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين الشعبين، انطلاقا من إحياء الذاكرة التاريخية المشتركة، ويجب تفكيك القنابل الموقوتة التي تركها الاستعمار الفرنسي من خلال التنمية المحلية للشريط الحدودي والتضامن والتكاتف بين سلطات البلدين سيما في مكافحة الإرهاب العابر للحدود. حضر الاحتفالات الرسمية وزير المجاهدين الطيب زيتوني ووالي سوق أهراس لوناس بوزقزة، وعلى الجانب التونسي حضر مراسيم الاحتفالات وزير البيئة والتنمية مختار الهمامي ووالي ولاية الكاف، إلى جانب مختلف السلطات المحلية للبلدين. تم خلال هذا الاحتفال الوقوف وقفة ترحم واستذكار على أرواح الشهداء الجزائريين والتونسيين بمقبرة الشهداء بساقية سيدي يوسف أين ترحم الوفد على أرواح الشهداء وألقيت كلمة بالمناسبة مذكرة بالبعد العربي الإسلامي المغاربي للشعب الجزائري والتونسي، في دعوة إلى ضرورة الاستثمار في التاريخ المشرق لأجدادنا الذين بذلوا الغالي والنفيس للحفاظ على هذه اللحمة بين الشعبين. وبالمناسبة خصصت الجزائر حافلتين كلفتة تضامنية لتلاميذ ساقية سيدي يوسف كعربون محبة وتضامن إلى الشعب التونسي وإحساسا بالواجب تجاه الأشقاء التونسيين خاصة أبناء هذه المنطقة المجاهدة التي لم تدخر أي جهد إبان ثورة التحرير الجزائرية وكانت المنفذ الوحيد لجيش التحرير الوطني لعبور السلاح والمجاهدين. في ذات السياق، قدمت وعود جادة لإعادة تهيئة مقبرة الشهداء بساقية سيدي يوسف كخطوة في طريق التعاون بين البلدين انطلاقا من القضايا المشتركة. أشاد وزير البيئة والتنمية تونسي مختار الهمامي بالدور الكبير الذي تبذله الشقيقة الكبرى الجزائر في منطقة المغرب العربي للحفاظ على الاستقرار وحسن الجوار، وما هذه الالتفاتة كل عام إلا أكبر دليل على حسن النوايا والجوار، مؤكدا أن الشعب الجزائري هو سند وشقيق للشعب التونسي، مشيدا بالدعم الكبير الذي تتلقاه الجمهورية التونسية من الجزائر خاصة في التزود بالغاز والكهرباء وكذا الحركة السياحية التونسية التي يقف كل عام الجزائريون داعمين لها بأزيد من 2.6 مليون سائح سنويا وهو معدل هام جدا في ميزان الاقتصاد التونسي، مؤكدا بالمناسبة على ضرورة بعث التعاون الجاد والمثمر بين البلدين في مختلف القطاعات لتعزيز الأمن والسلم بالشريط الحدودي. كما أشاد وزير البيئة التونسي أيضا بالعودة القوية للجزائر في تبني القضايا الإقليمية وخاصة لدول الجوار والجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر في سبيل حل القضية الليبية والتي تعتبر امتدادا وعمقا استراتيجيا لكل من الجزائر وتونس ومنطقة المغرب العربي الكبير، هذا وأقامت السلطات التونسية وعلى رأسها والي ولاية الكاف التونسية مأدبة غداء على شرف الوفود التي حضرت إحياء المناسبة.