توفير عدد كاف من الأسرّة، العتاد والطّاقم الطبي استعرض وزير الصّحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، مختلف المستجدّات المتعلّقة بفيروس كورونا بالجزائر، معلنا عن قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المتضمّن منع التّجمّعات الثّقافية وإلغاء مواعيد المعارض الدولية وتنظيم مختلف المنافسات الرياضية بدون جمهور بما فيها البطولة الوطنية لكرة القدم، وذلك تفاديا لانتشار الفيروس وحفاظا على صحّة المواطنين. في ندوة نقاش نشّطها وزير الصّحة بمنتدى جريدة «الشعب» حول التدابير والإجراءات المتخذة لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا في الجزائر، كشف عن استعداد مصالح القطاع للتحكم في الوضع في حال سجّلت الجزائر إصابات جديدة بفيروس كورونا من خلال العمل على توفير عدد كاف من الأسرّة والعتاد الطبي واقتناء كاميرات حرارية مع اتخاذه قرار منع تصدير الكمامات، ووسائل أخرى تساهم في حماية المواطنين من الإصابة بالفيروس والحد من انتشاره. أعطى وزير الصحة تعليمات صارمة لمديري المستشفيات عبر الوطن، بضرورة توفير الظروف اللائقة لاستقبال جميع المرضى، وإقامتهم في غرف مزوّدة بالأسرّة الكافية والأفرشة والأكل الصحي وخدمة الانترنت والهواتف، مشيرا إلى أنّ مصالحه تعتمد على الشفافية في نشر المعلومات المتعلقة بالوضعية الوبائية والتعامل مع الكورونا عكس الدول الأخرى، مع التركيز على الومضات الاشهارية الخاصة بتوعية المواطنين بتطبيق التدابير الوقائية وأخذ الاحتياطات اللازمة، وهو ما سيسمح بالتحكم في الوضع الذي لم يصل إلى مرحلة الخطر في ظل تسجيل 20 حالة مؤكّدة إلى غاية اليوم. بخصوص وضعية الحجر الصحي التي وصفها المصابون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالسيئة وغير اللائقة،أوضح المسؤول الأول عن قطاع الصحة أنّه لا يمكنه تحمّل المسؤولية الكاملة لما تشهده مستشفياتنا من واقع صعب نظرا لأنها مراكز استشفائية قديمة وليست جديدة،قائلا في ذات السياق إنه تنقّل شخصيا إلى مستشفى بوفاريك أين يتم عزل المرضى وسهر على متابعة الوضع، مضيفا أن الضغط الذي يعرفه المستشفى جعل المسؤول يضطر إلى إبقاء المصابين بقسم كان مخصّصا في وقت سابق لمرضى الكوليرا، مقدما شكره للمرأة التي تقرّبت من مصالحه بعدما تأكّدها من إصابة قريبها المغترب بفيروس كورونا، واعتبره تصرّفا حضاريا ينبغي أن يتحلى به جميع المواطنين لتفادي انتشار العدوى. رغم أنّ القطاع يشهد حالة تأهب قصوى، لكن وزير الصحة طمأن الجزائريين بأن جميع التدابير الاحترازية متخذة لمواجهة هذا الفيروس بما أن الجزائر لم تصل بعد إلى الدرجة الثانية من تفشي الفيروس، مؤكدا أن أقصى المجهودات تبذل بصفة يومية لتعزيز الوقاية على مستوى المطارات ومختلف مناطق العبور البرية والبحرية، زيادة على استحداث مراكز للفحص والتحاليل بالمدن الأخرى للكشف عن فيروس كورونا بالتنسيق مع معهد باستور، وذلك لتخفيف عناء التنقل إلى العاصمة لإجراء هذه التحاليل، بالإضافة إلى جلب أجهزة اختبار لفيروس كورونا تثبت نتائج الفحص في مدة 10 دقائق. وفي إطار الحيطة وتفاديا لأي طارئ، أضاف بن بوزيد أنه اجتمع مع منتجي المواد الصيدلانية المتعلقة بالوقاية من الفيروس، على رأسها الكمامات لتدعيم المخزون الوطني مقدّما لهم أوامر بحظر تصدير الكمامات، ووسائل أخرى تساهم في حماية المواطنين من الإصابة بالفيروس والحد من انتشاره حتى في حال تلبية الاحتياجات الوطنية، فإن الكمية الإضافية ستوجّه للصيدلية المركزية، مشيرا إلى عدم التوصل إلى اكتشاف لقاح يقي من الإصابة بالفيروس، وهو ما يجعل اتخاذ التدابير الوقائية لمنع انتشار العدوى أفضل السبل التي تساهم في الحد من انتشاره.