ثمن وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أمس أداء الأئمة والمساجد في إطفاء نار الفتنة ومواجهة الدسائس ومحاولات تفريق الصفوف والدعوات المغرضة لهز أمن البلاد عبر احتواء مختلف أطياف المجتمع الجزائري باليقظة والتوعية والإرشاد. وقال غلام الله في اللقاء التقييمي الذي جمعه بمديري الشؤون الدينية الولائيين بدار الإمام للوقوف على ما أنجز خلال السنة الفارطة أن هذا الموقف حمله أيضا كل من رئيس الجمهورية والوزير الأول مسؤولية نقله للائمة باعتبارهم الدرع الواقي ضد ما يحاك بالجزائر وسيادتها سيما من بعض وسائل الإعلام العربية الغربية. وقال غلام الله أن ما تشهده بعض الدول العربية من حراك يحمل تسميات متناقضة إنما هو من صنع الغرب واليهود ودعاة الفتنة. وأكد الوزير في هذا السياق أن الجزائر متربص بها والدليل محاولات اقتيادها إلى ما يعرف بالربيع العربي بمختلف الطرق ولو بالتشكيك في دور المسجد والأئمة إلا أن هذا الكيان النابض لم يستجب للدعاوى المغرضة التي أرادت أن تزج به في رياح التغيير التي تشهدها بلدان عربية وهذا إدراكا منه بمكانته ودوره في المجتمع. ولم يخف المتحدث تسجيل حالتين على مستوى الجمهورية تفاعلت مع الأحداث إلا أنه دعا إلى ''التعامل معهم بالحكمة لأنهم شباب ويمكن أن يقع عليهم ضغط من الأصدقاء أو المجتمع وبالتالي يجب على المدير التعامل مع هذه الحالات بالتحاور والإقناع والتربية أو دعوته إلى المجلس العلمي لتذكيره وتنبيهه إلى الخطأ''. من جهة أخرى، أعرب غلام الله عن سعاته بالوعي الديني والمستوى العلمي لدى الأئمة في التعامل مع القضايا الراهنة بداية من أحداث جانفي 2011 وصولا إلى التضامن الوطني الواسع غداة الاضطرابات المناخية وسقوط مناطق عدة تحت موجة الثلوج التي غطت مختلف ولايات الوطن وتشجيع الناس على التعاون ومد يد المساعدة. وأرجع الوزير هذه الوقفة التضامنية التي اندمج فيها الأئمة وشدد عليها الخطاب المسجدي بلا توقف إلى إيمانهم برسالتهم والندوات العلمية والفكرية والتواصل مع الجامعات في إطار التكوين ما مكنهم من الحصول على المعارف والمعلومات من مصادرها . وبشأن اللقاء التقييمي ومضمونه أكد الوزير انه جاء في وقت حساس جدا لتقييم ما تم انجازه وتسطير برنامج عمل ل 2012، وهذا في إطار الإصلاحات التي جاء بها رئيس الجمهورية ومختلف القوانين الصادرة سيما الاستحقاقات التشريعية التي تعد مرحلة حاسمة في تاريخ البلاد وهو ما يدعو إلى وحدة الكلمة والصف. واعتبر الوزير في هذا الإطار أن الواجب الانتخابي جزء من المهام الوطنية والتوجيهات الإرشادية التي يقوم بها الأئمة كونها أمور جديدة لا بد عليهم من الاطلاع بها لان المطلوب اليوم هو تشجيع المواطن على أن يكون ايجابيا حتى بالنفي. وفي سياق آخر وجه غلام الله أوامر صارمة للمدراء الولائيين التابعين لقطاعه بدفع حقوق الأئمة سيما الأجور و كل المنح و العلاوات و عدم التحجج بنقص في الميزانية وذلك بعد تسجيل تأخر بست ولايات في عدم دفع راتب شهر ديسمبر. وعبر الوزير بهذا الخصوص عن احترامه لأئمة تلك المناطق الذين فضلوا التعفف في مساجدهم بدل الاحتجاج أمام مديرياتهم بالإضافة إلى ضمان الحق في التكوين، كاشفا عن تخصيص مفتشين خاصين للإدارة يمرون بكل مديريات القطاع يتولون دراسة ملفات الأئمة التأكد من استيفائهم لكل حقوقهم. وفي رد على سؤال ل ''الشعب'' حول صحة ما يروج عن المؤسسة الصينية المكلفة بانجاز المسجد الكبير أكد الوزير أن أي خطأ سيتحمله المكلف بالمشروع والأمر مرتبط بالمقاييس الرياضية و الفيزيائية والتقنية. وأشار إلى وجود 3 مكاتب تتولى المتابعة كمكتب الدراسة و المراقبة والمكتب التقني و كل سنتيمتر من المسجد له مواصفاته في دفتر الشروط . و بخصوص الحج أوضح الوزير انه تم تحميل كل عضو في البعثة بدليله الإرشادي المكتوب للقيام بمهامه على أكمل وجه وهذا في إطار تدارك نقائص العام الماضي رغم انه تم تحصيل نتائج جيدة خلال السنتين الفارطتين.