تعيش عاصمة الاوراس باتنة، حالة تأهب من الدرجة القصوى منذ بداية تطبيق الإجراءات الإحترازات الوقائية، بغية مجابهة فيروس «كورونا»، و ازدادت اكثر بعد تسجيل 04 اصابات واعلان الولاية ضمن الولايات 09 المعنية بالحجر الجزئي . «الشعب» رصدت الوضعية الصحية العامة وهذه تفاصيلها في هذا الاستطلاع. لقيت النداءات التي وجهتها السلطات العمومية بباتنة، استجابة واسعة من طرف الساكنة خاصة ما تعلق بالتقليل قدر المستطاع من الخروج من المنازل وتجنب الأماكن العمومية والتجمعات، حفاظا على الصحة العامة للسكان. كما تجندت اغلب فعاليات المجتمع المدني بالتنسيق مع مصالح الدرك و الأمن والبلديات والحماية المدنية للقيام بعمليات تعقيم يومية للشوارع والمرافق العمومية والتأكد من خلال زيارات ميدانية مكثفة للوقوف على مدى التزام أصحاب المقاهي والمطاعم بأوامر الغلق المؤقت إلى غاية انتهاء المهلة المحددة للحيلولة دون انتشار الوباء. وقامت أغلب بلديات الولاية خاصة ذات الكثافة السكانية منها بعمليات تعقيم واسعة مست مختلف الشوارع والأحياء والفضاءات العمومية، حيث تم رشها بمعقمات باستعمال الشاحنات ومختلف الصهاريج التابعة للخواص الذين، ابدوا كامل استعدادهم لإنجاح العملية التي يتوقع منها منع إنتشار الوباء. وبالموازاة مع هذه العملية، تجولت فرق الحماية المدنية والدرك والأمن الوطنيين بمكبرات الصوت، لدعوة المواطنين للبقاء في بيوتهم والالتزام بالعزل المنزلي ، حيث تمت هذه العملية يوما بعد قرار والولائي يقضي بغلق جميع المقاهي والمطاعم وكذا قاعات الشاي ولإلزام التجار بتنفيذ هذا القرار، حيث رافق أعوان مديرية التجارة،بعض العناصر الأمنية للوقوف على مدى تطبيق أوامر الوالي بغلق هذه المحلات. بدورها، قامت مصالح الدرك الوطني بالسهر على العملية في اختصاص نشاطها، حيث لاحظنا بأن جل المقاهي والمطاعم مغلقة ، واستجابت وسائل النقل العمومي بشكل كبير، بغلق كل محطات نقل المسافرين بين الولايات والبلديات، ما عدا سيارات الأجرة التي تعمل بترخيص مسبق من مديرية النقل وفق لاحتياجات المواطنين بهدف ضمان الحد الأدنى من الخدمة. كما غابت تلك التجمعات الكبيرة بأسواق باتنة على غرار سوق الرحبة ، مع تسجيل حركة خفيفة للمواطنين، مما يوحي بعدم بقائهم في منازلهم احترازيا، أما مقرات وهياكل العمل فسجلنا بها غياب شبه كلي للموظفين، إلا بعض الغياب، خصوصا العنصر النسوي بشكل واضح، كما عرف الوكالات البنكية ومكاتب البريد نفس الأجواء، مع التزام العاملين بمعايير الأمن والوقاية على غرار ارتداء الكمامات ، القفازات واستعمال المطهرات وحرص بعض أعضاء الكشافة على تنظيم المواطنين وتباعدهم لسجب أموالهم. ندرة مادة السميد و تضييق الخناق على المضاربين فيما يخص المضاربة ورفع الأسعار، يعكف مدير التجارة شخصيا على متابعة عملية تموين المواطنين بمختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، والنزول ميدانيا رفقة كل الأعوان ومفتشي قمع والغش للوقوف على حقيقة تجاوزات بعض التجار، وكذا ضبط الحركة التجارية وفقا للقانون، حيث قافرق المراقبة وقمع الغش بدوريات مست جل المحلات، ومخازن بيع الجملة، والعملية متواصلة بالتنسيق أحيانا مع مصالح الأمن والدرك الوطني، لضمان عدم تسجل تجاوزات تجارية تؤثر على الصحة والقدرة الشرائية للمواطن. وفي مقابل ذلك لا تزال أزمة غياب بعض المواد الغذائية على رأسها مادة السميد عن المحلات التجارية تصنع حيرة المواطن وتشكل هاجسا حقيقيا لدى أرباب العائلات، حيث يتخوف هؤلاء من استمرار الأزمة لأيام أخرى، رغم مجهوادت أصحاب المحلات بالتنسيق مع بعض الجمعيات الخيرة في تنظيم العملية، إلا أن تهافت السكان واحتكار التجار حال دون تموين المواطنين بهذه المادة الاستهلاكية الهامة بالإضافة لحالة الفوضى التي سببتها ندرة السميد. لذلك، شهدت عاصمة الولاية ، طوابير طويلة أمام نقاط توزيع السميد خاصة على مستوى المخرج الشمالي للمدينة، مما خلق مظاهر سلبية، يخشى ان تساهم في انتشار العدوى، ويأمل المواطنون أن تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات سريعة لتوفير السميد وإنهاء هذه الأزمة. مكبرات الصوت لإقناع المواطنين بالمكوث بالبيت بدورها مصالح الحماية المدنية بمختلف وحداتها الموزعة عبر كل إقليم الولاية، باشرت بداية الأسبوع الجاري، المرحلة الثانية من عملية التدخل بالأماكن التي تستقطب الجمهور من أجل التعقيم الواسع، ناهيك عن مضاعفة العمل الجواري التوعوي ضد تفشي وباء «كورونا»، مسخرة العتاد اللازم لتغطية هذه الحملة المتواصلة إلى غاية 04 افريل الداخل. وقد أوضحت مصالح الحماية المدنية لنا أنه تم تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لحملة الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، وتحسيس المواطن بالتزام أقصى درجات الحيطة واليقظة، حيث تم تجنيد عتادا خاصا يتكون من مركبات من نوع «سي.سي.اف.ال»، و شاحنات «ت.ت.اف.ام»، و»سي.سي.إي»، إضافة إلى مجموعة من الظهريات المزودة بمحاليل التعقيم، وسيارات إسعاف طبية مجهزة لإجلاء المصابين، أو المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا. من جانبها، مصالح أمن الولاية ، سطرت مخططا خاصا بهذا الظرف الصحي الاستثنائي، تضمن برنامجا وقائيا لفائدة مستعملي الطرق، للتوعية بخطورة مرض «كورونا»، عقب تشكيل لجنة طبية أمنية تشرف على تقديم نصائح وإرشادات طبية للجميع، مع تقديم مطويات تتضمن توجيهات حول الأعراض الشائعة ونصائح للوقاية من الإصابة.
شعار»وقت الشدة يبانوا الرجال» لم تتأخر الجمعيات عن الظرف الصحي الطارئ، رافعة شعار «يد واحدة ضد الفيروس» للاتحاد وتكثيف الحملات التطوعية، سواء للتنظيف والتعقيم الواسعين للأحياء والشوارع والأماكن العامة، أو التوعية بمخاطر الاستهتار بالوباء ، حيث تتواصل، بمعظم بلديات الولاية الحملات التطوعية التي بادر إليها شباب، في هذا المجال. وظهرت مجموعات عديدة عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، لطرح الأفكار وتنفيذها إلى ارض الواقع، حيث عرفت معظم البلديات مرافقة للمتقاعدين في سحب معاشاتهم وتنظيم ذلك بالشبابيك بعيدا عن الاحتكاك ، وهي الخطوة نالت استحسان المواطنين. كما عرفت معظم البلديات استجابة واسعة لدعوات السلطات المحلية بالبقاء الى الالتزام بالعزل المنزلي وتفادي الخروج إلا للضرورة القصوى.، حيث وقفنا على تراجع كبير في حركة الأشخاص بالشوارع والأحياء والفضاءات العمومية باستثناء بعض المستهلكين ممن توافدوا لاقتناء بعض الحاجيات، لاسيما السكّر والقهوة والحليب. أوضح عمار محمدي رئيس جمعية بانوراما للسينما والثقافة، أن الجمعية بادرت بتنظيم حملة لمدة 7 أيام بمدينة عين التوتة ونقاط ظلها من أجل الصالح العام، من أجل التدخل الميداني للوقاية من «كورونا». وقد لقيت صدى واسعا بانضمام عدد من الجمعيات الأخرى، مثل الشافات للخيالة والبارود، الهلال الأحمر، الخلية الجوارية لعين التوتة، إضافة إلى مواطنين متطوعين. بدوره قال سمير بوراس رئيس جمعية أصدقاء بلدية باتنة، والمكتب الولائي للجمعية الوطنية للمواطنة والبيئة، « إذا كانت الجهات الصحية تؤكد على أهمية الحجر المنزلي لكبح انتشار الوباء، فلا بد لنا نحن الشباب الخروج لخدمة الصالح العام، فالمثل يقول في وقت الشدة يبانوا الرجال»، مضيفا أنه شارك رفقة الشباب المتطوع في حملات تنظيف وتعقيم بتجمعات سكنية، بالتوازي مع تكثيف التوعية عبر صفحته الشخصية بالفايسبوك، بضرورة عدم الاستخفاف بالوباء والمكوث في المنازل قدر المستطاع. كما أشار بوراس إلى تكثيف الاتصالات بمحلات الخياطة من أجل توفير أكبر عدد من الكمامات، مع جمع عدد آخر من المطهرات والمحاليل والشروع في توزيعها مجانا. غلق أسواق السيارات والماشية في شأن آخر، وتنفيذا لتعليمات الوصاية، أصدرت بلدية عين التوتة ، قرارا يقضي بغلق وتعليق النشاط التجاري بالسوق الأسبوعي للسيارات، الذي ينظم كل يوم سبت، وكذا سوق الماشية كل يوم احد، بشكل احترازي إلى إشعار آخر، لتجنب مخاطر تفشي «كوفيد-19»، ونفس الشيء بأغلب الأسواق الأسبوعية بكل من بريكة، بيطام، وغيرها ماعدا أسواق الخضر.