* email * facebook * twitter * linkedin تجندت مختلف الهيئات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني بولاية بومرداس، خلال 48 ساعة الأخيرة، لتكثيف عمليات التعقيم والتنظيف والتوعية والتحسيس ضد فيروس كورونا، لاسيما بعد تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بها، كما لجأت المصالح المختصة إلى التنسيق واستحداث نقاط بيع قارة للمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، لاسيما مادتي الدقيق والبطاطا، فيما دخلت الجامعة على الخط من خلال الشروع في صنع محاليل كحولية مطهرة وتوزيعها بالمجان على المواطنين. دخلت مختلف المصالح مرحلة تأهب قصوى ضد فيروس كورونا القاتل، لاسيما بعد تسجيل حالة إصابة مؤكدة بمستشفى برج منايل، مساء الأربعاء الماضي، ويظهر ذلك من خلال الاجتماعات الطارئة للسلطات في محاولة لكبح انتشار الفيروس من جهة، وتوفير المواد الغذائية للمواطنين من جهة أخرى، دون إغفال تكثيف حملات التعقيم والتوعية. نقاط بيع للدقيق والبطاطا لضبط الأسعار في سياق متصل، قال رئيس مصلحة ملاحظة السوق رابح شيباني، إن مصالح التجارة لجأت منذ 18 مارس الجاري، إلى استحداث قرابة 11 نقطة بيع لمادتي الدقيق والبطاطا عبر كبرى البلديات والتجمعات السكانية، في انتظار استحداث أخرى لتشمل باقي البلديات دون استثناء، لاسيما بعد الندرة الحادة المسجلة في مادة الدقيق بسبب تهافت الأسر على اقتنائها، تحسبا لمواجهة أيام الحجر المنزلي، إن اقتضى الأمر. حسب نفس المسؤول، استحدثت نقطة واحدة لبيع الدقيق بكل من بلديات بومرداس، بودواو البحري، برج منايل وكذا بلدية تيجلابين، ونقطتان اثنتان ببلدية خميس الخشنة ونقطتان ببلدية بودواو، إضافة إلى استحداث نقطتي بيع لمادة البطاطا ببلدية بومرداس ونقطتان ببلدية خميس الخشنة بسعر محدد ب35 دينار.ا بينما أدت عمليات الرقابة المكثفة لمصالح التجارة في سياق منفصل، إلى حجز 50 قنطارا من الدقيق لدى أحد المتعاملين الاقتصاديين في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي، إضافة إلى حجز كميات من المواد الغذائية كانت مخزنة بدون وثائق محاسبية في بلدية أولاد موسى، للقضاء على المضاربة. الجامعة تصنع محاليل مطهرة وتوزعها بالمجان من جهتها، أشرفت جامعة "أمحمد بوقرة" ببومرداس، صبيحة الخميس، على إطلاق عملية إنتاج محاليل كحولية مطهرة، والشروع في توزيعها بصفة مجانية على المواطنين. تدخل هذه العملية ضمن السياق العام للتصدي لجائحة كورونا، حسب ما يؤكده رئيس الجامعة الأستاذ مصطفى ياحي، ملفتا إلى كون العملية التي يقوم عليها فريق بحث متكون من أساتذة وطلبة، تتم وفق المعايير الموصى بها من طرف المنظمة العالمية للصحة. قال؛ إن البحوث مكنت من الاستعانة بمادة "الميلاز" التي تدخل ضمن تركيب السكر، إضافة إلى مواد أولية أخرى متوفرة بالجامعة، بالتنسيق مع مصالح التجارة، لتصنيع أكبر كمية ممكنة من المحلول الكحولي المطهر، ثم الشروع في توزيعه بالمجان. كما لفت إلى أن الجامعة سبق لها أن أنتجت كمية من نفس المحاليل ووزعتها على إدارة الجامعة والكليات والمعاهد التابعة لها، إضافة إلى الإقامات الجامعية التي تحصي عددا كبيرا من الطلبة الأجانب، الذين لم يستطيعوا الرجوع إلى بلدانهم، بالنظر إلى الوضع العالمي الراهن. مخطط توعوي لمصالح الأمن من جانبه، سطر أمن ولاية بومرداس مخططا توعويا خاصا بهذا الظرف الصحي الاستثنائي، يتضمن برنامجا تحسيسيا وقائيا لفائدة مستعملي الطرق، للتوعية بخطورة مرض "كورونا". قال الملازم أول وليد براهيتي من خلية الاتصال والعلاقات العامة، إنه تم تشكيل لجنة طبية أمنية تشرف على تقديم نصائح وإرشادات طبية للجميع، مع تقديم مطويات تتضمن توجيهات حول الأعراض الشائعة ونصائح للوقاية من الإصابة، ملفتا إلى أن الانطلاقة كانت من مدينة بومرداس، ذكر فيها عناصر الشرطة بضرورة الاتصال والتواصل مع المصالح المختصة، إذا تم الاشتباه بإصابة أحد الأشخاص بهذا الوباء، مضيفا أنه سيتم خلال الأسبوع الجاري وعلى مدار 15 يوما، التنقل إلى كل دوائر وبلديات الولاية من أجل التواصل مع المواطنين، سواء القاطنين أو الزائرين لها، للتأكيد على وجوب أخذ كل الاحتياطات اللازمة واقتناء كل الوسائل التي تساهم في الوقاية، مع المساهمة الفعالة والتعاون بين جميع الأطراف، في ظل انتشار هذا الوباء. الجمعيات تكثف حملاتها التحسيسية من جهتها، وجدت الجمعيات على اختلاف أهدافها، من الظرف الصحي الطارئ، فرصة للاتحاد وتكثيف الحملات التطوعية، سواء للتنظيف والتعقيم الواسعين للأحياء والشوارع والأماكن العامة، أو التوعية بمخاطر الاستهتار بالفيروس المستجد، لاسيما بعد تسجيل إصابة مؤكدة بإقليم الولاية، حيث قال عمر عبد السلام رئيس جمعية "أمل الجزائر"، إن الجمعية طرحت عبر صفحتها على "الفيسبوك" حملة كبرى من أجل الصالح العام، تقضي باستقطاب كل الجمعيات الفاعلة من أجل التدخل الميداني للوقاية من "كورونا". موضحا أن الحملة لقيت صدى واسعا بانضمام عدد من الجمعيات الأخرى، مثل "أيادي الخير" و«لمة الخير" و«بصمة الخير"، إضافة إلى عدد كبير من المواطنين المتضامنين ممن تطوعوا بشراء المطهرات، كماء "الجافيل"، إضافة إلى المطهرات الكحولية والكمامات والقفازات لتوزيعها بالمجان. قال من جهته وسيم تشينة عضو "لمة الخير"، إذا كانت كل الجهات تؤكد على أهمية الحجر المنزلي لكبح انتشار الوباء، "فلا بد لنا نحن الشباب الخروج لخدمة الصالح العام، فالمثل يقول "في وقت الشدة يبانوا الرجال"، مضيفا أنه شارك رفقة عدد كبير من الشباب المتطوع في حملات تنظيف وتعقيم متواصلة بعدة بلديات، بالتوازي مع تكثيف التوعية بالمقاهي والمطاعم ومحلات الأكل السريع، بضرورة عدم الاستخفاف بالوباء والمكوث في المنازل قدر المستطاع. بينما تشير من جهتها سهيلة شرابة رئيسة جمعية "بصمة الخير"، إلى أنها باشرت خلال الأسبوع المنصرم، تكثيف الاتصالات بمحلات الخياطة من أجل توفير أكبر عدد ممكن من الكمامات، مع جمع عدد آخر من المطهرات والمحاليل والشروع في توزيعها مجانا. تعليق النشاط التجاري فبالسوق الأسبوعي للسيارات بتيجلابين في شأن آخر، أصدرت بلدية تيجلابين شرق بومرداس، قرارا يقضي بغلق وتعليق النشاط التجاري بالسوق الأسبوعي للسيارات، الذي ينظم كل يوم سبت، بشكل احترازي إلى إشعار آخر، لتجنب مخاطر تفشي وانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، حسب بيان صدر يوم الخميس عن مصالح هذه البلدية. جاء في نفس البيان، أن بلدية تيجلاتبين قررت تماشيا مع التدابير الوقائية التي أقرتها السلطات الولائية، للحيلولة دون تفشي وانتشار فيروس كورونا عبر كل الولاية، الغلق الاحترازي وتعليق النشاط التجاري على مستوى هذا الفضاء التجاري الأسبوعي، الذي يعد أحد أكبر وأشهر أسواق السيارات والمركبات على المستوى الوطني، مما يشكل خطرا حقيقا لتفشي فيروس كورونا. ألزمت مصالح بلدية تيجلابين، من خلال هذا القرار الذي صادق عليه رئيس البلدية، قسوم بلقاسم، المؤجر الخاص، بغلق وتعليق كل النشاطات التجارية على مستوى هذا الفضاء، ابتداء من أول أمس الخميس وإلى إشعار آخر، في إطار تعزيز تدابير الوقاية ومكافحة انتشار هذا الوباء.