بدأت المحلات تفتح أبوابها لزبائنها الذين غابوا عنها لما يقارب الشهرين بعد إجراءات الحجر الصحي والمنزلي لمنع انتشار وباء كورونا ، ولعل حلول الشهر الفضيل الذي يتميز في الجزائر وعلى غرار الدول الإسلامية بعادات وتقاليد تكرس أغلبها التقارب في العلاقات الاجتماعية التي تعرف انتعاشا كبيرا مقارنة بغيره من الأشهر ادى الى هذا الاجراء ، ستنادا الى النتايج المسجلة في محاربة الوباء. لكن مزاولة الانشطة التجارية بعد رفع تلك الإجراءات بشكل جزئي لا يعني أبدا العودة الى الحياة العادية وتجاوز تدابير الحيطة والحذر، وكأننا لن نعرف ابدا خطورة فيروس كورونا المستجد. الأكيد، ان الاثار السلبية للحجر على الاقتصاد الوطني خاصة على أصحاب التجارة الموسمية وهؤلاء الذين يعملون بأجرة يومية استدعى إعادة التفكير في رفع الحجر على بعض الأنشطة مع توصيات تحث على التزام إجراءات الوقاية كاحترام مسافة الأمان وارتداء الكمامات لمنع أي انزلاق في عدد الحالات المصابة بفيروس كوفيد-19، لأننا اليوم امام تحدٍ صعب وعي المواطن وحده مفتاح النجاح فيه، لذلك كان لزاما على الجميع التحلي بروح المسئولية الكافية لتجاوز هذه الازمة الصحية الاستثنائية بأقل الخسائر الممكنة. الملاحظ، ان الكثير من الدول سبقت الجزائر في تخفيف إجراءات الحجر لإخراج الناس من تلك الحالة النفسية المتعبة بسبب البقاء لساعات طويلة في البيت، وما نجمت عنها من مشاكل نفسية أدت الى مشاجرات والمشاحنات داخل الاسر. اكد مختص في الطب الشرعي ، ان حالات العنف المنزلي تزايدت بشكل ملحوظ بعد إلتزام المواطن البقاء في البيت بعد فرض الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار الوباء، لذلك كان التخفيف منها جرعة امل و تفاؤل لكل هؤلاء الذين عانوا من حالة هلع وخوف هيستري اثرعلى سلوكياتهم. بعد هذا الاجراء ، تبقى العائلات عند ذهابها للأسواق خلال الشهر الفضيل مطالبة باتخاذ إجراءات الوقاية، خاصة ما تعلق منها بارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان وكذا غسل اليدين والمحافظة على نظافة الجسم، مع الإبقاء على منع الأطفال من اللعب خارج البيت لأنهم سيكونون اول المتضررين في حالة العدوى سواء بالإصابة او بنقل العدوى الى الاخرين..هي مسؤولية لابد من التحلي بها حتى نستطيع الاستمرار في حياتنا دون احزان. علينا الا نخلط بين فتح المحلات والقضاء على وباء كورونا، لاننا نعتقد انه من دون وعي لن تكون لدينا حماية حقيقية من الوباء.