تشهد العديد من المكاتب البريدية بولاية تيبازة، منذ نهاية شهر رمضان، تذبذبا لافتا في توفير السيولة النقدية لزبائن الصكوك البريدية مما أفرز تذمرا وسخطا كبيرين لدى الزبائن لاسيما كبار السن منهم الذين يتقاضون عادة منحا ضعيفة لا تفي الغرض لقضاء حاجياتهم اليومية. وفي واقع الأمر فقد أفرزت ندرة السيولة النقدية تشكيل طوابير غير منظمة بصفة دورية أمام مكاتب البريد، الأمر الذي ينذر بسرعة انتقال عدوى فيروس كورونا ما بين زبائن الصكوك البريدية، خاصة وأنّ القائمين على المكاتب البريدية لا يسمحون عادة سوى بدخول عدد محدود منهم أمام الشبابيك، ليبقى الآخرون ينتظرون دورهم ضمن تجمعات مثيرة للجدل خارج المكاتب ودون ارتداء الكمامات في معظم الحالات بحجج مختلفة. وبرزت إشكالية الندرة في بادئ الأمر على مستوى الموزعات الآلية لعدم قابليتها لصرف الأوراق النقدية بقيمة 500 دج قبل أن تنتقل إلى الشبابيك في وقت لاحق، وتتحول أزمة السيولة النقدية إلى حديث الساعة محليا، خاصة بعد تكفل المكاتب البريدية بصرف منحة المليون لبعض الفئات من المجتمع. وبالرغم من المعاناة المعبّر عنها من طرف زبائن الصكوك البريدية إلا أنّ مدير وحدة تيبازة لمؤسسة بريد الجزائر، أحمد أمقران، أكّد بأنّه لا مجال للحديث عن أزمة قائمة وما تمّ تسجيله هو نقص نسبي للسيولة عبر العديد من المكاتب لا غير، وهو النقص الذي يتم تسييره بكل عقلانية من طرف إدارة المؤسسة عن طريق توفير السيولة بمختلف جهات الولاية ولو تطلب الأمر اعتماد وتيرة يوم بيوم في خطوة لابد منها لتلبية الحاجة المعبر عنها. وفي سياق ذي صلة، أكّد مدير البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية بالولاية سفيان بن صغير على أنّ بعضا من المكاتب شهدت فعلا تذبذبا لوفرة السيولة النقدية إلا أنّ ذلك لم يؤثر بشكل لافت على عمليات التخليص بحيث تبقى السيولة متوفرة عموما بمعظم المكاتب مع إجراء عمليات موازنة حسب الظروف والجهات أيضا من حيث توفير السيولة بالشبابيك والموزعات الآلية.