تضارب كبير تشهده المواقف الدولية بخصوص الأزمة الليبية التي تزداد تعقيدا مع ما نسجّله من تهديدات بتوسيع التدخّل العسكري وما نقف عليه من محاولات لتهدئة الأجواء والبحث عن مخرج يبعد شبح الحرب التي باتت مؤشراتها واضحة للعيان. شدّد وزير الخارجية الايطالي» لويجي دي مايو»، أمس، على أن بلاده ستسعى لتجنب أية محاولات لتقسيم ليبيا بسبب النزاع العسكري الراهن هناك، داعيا إلى حل داخلي توافقي بين الأطراف الليبية. وقال: «إيطاليا ستفعل كل شيء لتجنب أي محاولة لتقسيم ليبيا، وهناك حاجة إلى عملية ليبية - ليبية شاملة» لتجاوز الأزمة الراهنة، وذلك خلال لقائه نظيره الألماني هايكو ماس في العاصمة الإيطالية روما، أمس.. الشعب اللّيبي هو من يصنع مصيره أشار دي مايو إلى معاناة الشعب الليبي كثيرا، وأحقيته في صنع مصيره من دون تدخلات خارجية؛ في وقت زار فيه وزير الخارجية الألماني مقر العملية الأوروبية لمراقبة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا «إيريني». وقال ماس إن برلين تعتبر «إيريني» عملية «أساسية لعملية برلين وفي جهود الاستقرار المحلي (الليبي)»، في إشارة إلى مؤتمر برلين الذي عقد في جانفي الماضي، مشددا على أن «أوروبا مستعدة لتحمل المسؤولية دوليا». والجمعة الماضي، أعلن الوزير الإيطالي أنه سيطلق محادثات مع حكومة الوفاق في الأيام المقبلة، وكذلك مع أطراف ليبية أخرى لمحاولة التعبير عن المخاوف ليس فقط من إيطاليا وأوروبا، ولكن أيضا من المجتمع الدولي بأسره حيال الأوضاع في ليبيا وأكد أن لديه قناعة بأن الحل السياسي للأزمة الليبية، إلى جانب كونه الحل الوحيد القابل للحياة، لا يزال ممكنا، موضحا أن الخطوات التالية ستكون تشجيع الأطراف على التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء حوار سياسي. ولفت إلى ضرورة تعيين ممثل دائم للأمم المتحدة إلى ليبيا في أقرب وقت مع دعم الحل السياسي، انطلاقا من «عملية برلين» بمساراتها الثلاثة. من ناحية ثانية، قالت بلدية زوارة، إن وفدا أمريكيا ضم قائد قوات القيادة الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» والسفير الأمريكي لدى ليبيا وصل إلى مطار المدينة، صباح أمس، إضافة إلى وفد من حكومة الوفاق بقيادة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، لعقد اجتماع مغلق. قبل ذلك، أكد مصدر دبلوماسي، أن زيارة وفد من القيادة الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» إلى مدينة زوارة ذات طبيعة عسكرية.. ولم يستبعد المصدر أن تكون زيارة وفد«أفريكوم» ضمن التمهيد لعودتها إلى ليبيا، بعد أن غادرتها في أفريل من العام الماضي، عقب اندلاع حرب العاصمة طرابلس. أعربت حكومة الوفاق الليبية في طرابلس عن رفضها حضور الاجتماع الذي دعت إليه جامعة الدول العربية و يعقد اليوم عبر البريد، وعلل وزير خارجية حكومة الوفاق هذا الرفض بعدم اتباع القواعد المعمول بها للاجتماع لتحقيق غايته وعلى رأس هذه الشروط التشاور مع ليبيا باعتبارها الدولة المعنية، وهو أمر لم يحدث، طبقا لتصريحات الوزير. وأضاف الوزير أن التقنية المستخدمة للاجتماع، عبر الفيديو، غير ملائمة لمناقشة الملف الليبي الشائك. وميدانيا، لا يزال النزاع مستمرا حول مدينة سرت ذات الموارد النفطية الهامة. وسبق أن دعت جامعة الدول العربية، مساء الأحد، بطلب من مصر إلى اجتماع لوزراء الخارجية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا وملف سد النهضة الإثيوبي.