اعترف كل من شاهد لقاء نهائي كأس الجمهورية من مدربين ولاعبين وحتى أنصار شباب بلوزداد، بأحقية وفاق سطيف بالتتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخه، نظرا لآدائه الباهر فوق الميدان وحضوره تكتيكيا وبدنيا وحتى نفسيا عندما لم يتأثر بهدف عمار عمور في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي. وبالعودة إلى أطوار اللقاء بدى أشبال السويسري الآن غيغر أكثر تركيزا واستحواذا على الكرة وساعدهم في ذلك الإمكانيات الفردية التي يتمتع بها بن موسى وعبد المومن جابو وحشود وسعي المجموعة ككل إلى وضع الكرة في الأرض بداية من الخط الخلفي الذي قاده بلقايد وقدم مستوى ممتازا. وساعد الوفاق في الشوط الأول اللعب الخشن الذي انتهجه لاعبو بلوزداد خاصة في وسط الميدان الدفاع ولم ينتبهوا أن بن موسى وحشود من أحسن منفذي الكرات الثابتة في الجزائر وجاء من إحداها الهدف بطريقة رائعة من الجناح الطائر عبد الرحمان حشود. فرديات «النسر الأسود» أتعبت كثيرا الخصم وجعلته يبذل مجهودات مضاعفة لاسترجاع الكرة ولولا المخالفات التي كان يسددها ربيح في كل مرة لما كان هناك خطر على مرمى الحارس محمد بن حمو الذي أدى أحسن مباراة منذ التحاقه بالوفاق وأعطى دفعا معنويا كبيرا لزملائه. وخطأ الوفاق الوحيد كان انتهاجه للهجومات المعاكسة في منتصف الشوط الثاني بأمر من المدرب آلان غيغر، خاصة عندما أخرج عودية وادخل جناح أيمن من أجل قيادة الهجمات رفقة عبد المومن جابو، هذا الرهان أدى إلى تراخي المجموعة وأربك الدفاع وهو ما استغله الشباب وعدّل النتيجة. وتفطن التقني السويسري بأنه كان بإمكانه مواصلة الضغط الهجومي من البداية إلى النهاية واستدرك بإقحام رأس الحربة غزالي وأعاد بذلك سيطرته على اللقاء، وهو دليل على القوة الذهنية والنفسية لرفقاء القائد دلهوم. درع البطولة مستهدف والثنائية ممكنة جدًا لا يعود تتويج الوفاق بكأس الجمهورية إلى مصادفة عدم انهزامه في أي نهائي خاضه وإنما للكرة الجميلة التي يطبقها منذ بداية الموسم وفنيات لاعبيه وكفاءة مدربه الذي قلب موازين طموحاته من ضمان البقاء إلى التتويج بثنائية لم تبق منها إلا درع البطولة. هذا الدرع وعد به المدرب غيغر أنصار النادي بعدما أحدث القطيعة سلسلة النتائج السلبية وزادت ثقته في رفقاء جابو، لكن المأمورية تبدو صعبة في الجولات الأربع المتبقية، حيث سيستقبل كل من شبيبة القبائل وشباب قسنطينة على أرضية ميدانه ويخرج لمواجهة مولودية سعيدة فيما يلعب آخر لقاء ببولغين ضد إتحاد العاصمة منافسه الأول على اللقب. وعليه، فإن عودة الهدوء إلى بيت النادي بعد مشاكل إدارية ومالية بالدرجة الأولى كادت تعصف به سيمنح اللاعبين والطاقم الفني راحة أفضل لا يركزون من خلالها إلا على حصد أكبر قدر من النقاط لتجسيد حلم الثنائية على أرض الواقع.