ازدادت أهمية المؤسسات الصحية الجوارية، في الآونة الأخيرة، تزامنا مع الجائحة الصحية، سيما في التوجيه نحو المصالح الخاصة والقيام بالتحقيقات الوبائية لرصد ومتابعة تفشي الأوبئة وفي مقدمتها كوفيد- 19، حسب ما أوضحته د. نادية علاّم مديرة المؤسسة الصحية الجوارية بزارلدة في تصريح ل«الشعب»، كاشفة عن القيام بحوالي 100 تحقيق وبائي تقريبا، منذ 4 أشهر، من اكتشاف أول حالة بالبليدة. يبرز دور العيادات متعددة الخدمات وقاعات العلاج أكثر في ظل انتشار الوباء عبر الوطن، كونها تعرف توافدا كبيرا هي الأخرى عبر العاصمة، نظير ما تقدمه من الوقاية والعلاج القاعدي من تشخيص المرض، العلاج الجواري، ناهيك عن الفحوص الخاصة بالطب العام والطب المتخصص القاعدي، وكذا تنفيذ البرامج الوطنية للصحة والسكان، وبالتالي هي الأقدر والأقرب لرصد الوضعية الوبائية في الميدان. وأوضحت د.علّام أنه تم تجنيد فرق من أجل التحقيق الوبائي، على مستوى كل البلديات التابعة لمصالح الوقاية من الأوبئة، تتكون من أطباء عامين يقومون برصد ومتابعة مختلف الحالات على مستوى بلدياتهم، بمجرد تلقي القائمة الاسمية من مديرية الصحة والسكان وكذا الولاة المنتدبين، وفي كثير من الأحيان يتم الانتقال إلى مقر سكناهم بسيارة المؤسسة بالتنسيق مع فرق الدرك الوطني أو الأمن الوطني. وحسب مديرة المؤسسة الصحية الجوارية بزرالدة، يتمثل التحقيق الوبائي في القيام باستجواب الحالة المصابة حول وضعها الصحي، وكذا مسار تحركاتها وتنقلها من دخول وخروج لمعرفة مسار الفيروس، ناهيك عن متابعة مختلف الأعراض ومدى انتشارها وسط المحيط العائلي من حمى وسعال وتطورها لغياب حاسة الذوق والشم، كما يتم قياس درجة الحرارة. في المقابل، يتم شرح وتوعية الحالة المصابة ومحيطها العائلي بأهم التدابير المتخذة بداية بالالتزام بالحجر لمدة 14 يوما، والحرص على عدم الاختلاط، ناهيك عن ترك أرقام الفريق الطبي من أجل الاتصال في حال تدهور الحالة، حتى يتم التدخل في الوقت المناسب وتوجيهها إلى مصلحة كوفيد المختصة بالمؤسسات الاستشفائية. وبالعودة إلى المؤسسة الصحية الجوارية بزرالدة، أوضحت د.علّام أن المؤسسة تضم مقاطعتين إداريتين تحت اختصاصها الإقليمي ولا تعرف انتشارا كبيرا للوباء، حيث تضم مقاطعة سيدي عبد الله المتكونة من بلدية معالمة والزعاترية، أما مقاطعة زرالدة فتضم كل من هذه الأخيرة كبلدية، سطاوالي والسويدانية. في المقابل، عبّرت د.علاّم عن ارتياحها لمستوى الوعي وانخراط المواطنين على مستوى المقاطعتين الاداريتين لزرالدة وسيدي عبد الله في جهود مكافحة كورونا، ما ساهم في انخفاض مؤشرات الانتشار على مستوى بلدياتها الخمسة، ما يساهم في عدم خلق ضغط على مستوى المؤسسات الاستشفائية وضمان أحسن تكفل بالحالات المصابة، خاصة وأن الجيش الأبيض أنهكت قدراته طوال الأربعة الأشهر الماضية بل وسجل وسطه عدة إصابات ومنها من انتهت بالوفاة، داعية إلى ضرورة الوعي بخطورة الوضع الوبائي الذي هو في منحى تصاعدي وأهمية الحيطة والحذر.