فقدت السّاحة الثقافية والأدبية الجزائرية 3 من خيرة أبنائها الكتّاب والشّعراء، بسبب تأثير مضاعفات فيروس كورونا، حيث نعت ولايتي بسكرةوخنشلة، مثقّفيها في صمت بسبب الحجر الصحي ليكسّر الفضاء الأزرق هذا الصمت من خلال الآلاف من المناشير المعزية لأسر الضحايا ومحبّيهم وكذا الساحة الثقافية. ودّعت عروس الزيبان بسكرة، في حزن شديد، كلا من مفتش التعليم الإبتدائي الكاتب لزهر جزار عضو اتحاد الكتاب الجزائريين، وكذا صاحب روائع الأطفال الكاتب جموعي انفيف، وهما في ريعان شبابها، بعد أن افترسهما فيروس كورونا المستجد، رغم الإجراءات الوقائية التي كانا يتّبعانها حسب ما استفيد من محيط عائلتيهما وزملائهما في الوسط الأدبي. لزهر جزار قامة أدبية تفخر بها بسكرة، من مواليد 1968، عمل لسنوات طويلة كأستاذ لغة عربية قبل أن يتقلّد منصب مفتش تعليم ابتدائي ليتفرّغ بعدها للكتابة الأدبية والالتحاق بالاتحاد الوطني للكتاب الجزائريين، سطع نجمه في النشاط التوعي الجمعوي، وله إسهامات كبيرة في مجال الادب من خلال مشاركته الفعالة في العديد من الملتقيات والتظاهرات الأدبية والفكرية الوطنية. للرّاحل مؤلفان أدبيان هما «اعترافات...بالأحمر»، وهو عبارة عن قصائد نثرية تعالج مختلف المواضيع التي تهم واقع الحياة، حقّق مقروئية كبيرة في الوسط الادبي ليصدر بعدها ديوان أناشيد للأطفال بعنوان «أنغام الطّفولة»، ليلتحق بعدها بجريدة «لوسط المغاربي» كمتعاون صحفي، كما كانت له إسهامات منذ تفشي جائحة كورونا من خلال تسجيله للعديد من الدروس المرئية لفائدة التلاميذ قبل أن يصاب بالفيروس ويخضع للعلاج الذي فشل في إنقاذ حياته. أما الضحية الأدبية الثانية للفيروس ببسكرة، فهو كاتب قصص الأطفال الفنان جموعي انفيف، صاحب الدواوين الكثيرة الخاصة بعالم الطفل، من مواليد 1963، بعد إصابته بوباء كورونا تمّ نقله الى مستشفى مدينة سيدي عقبة ليلتحق بوالده وأخيه المهندس، اللّذين تمكّن منها الفيروس كذلك. وكان الفقيد عضوا بارزا في اتحاد الكتاب الجزائريين فرع ولاية بسكرة، بدأ الكتابة والنشر منذ سنة 1983م من خلال كتابته لإلياذة الجزائر ثم توجّه للإبداع لفئة الأطفال، عبر مجموعة شعرية براعم جزائرية بها 60 أنشودة، ثم عالمي الأخضر للأطفال ب 40 أنشودة ومجموعة من المسرحيات والمؤلّفات المهّمة. ولاية خنشلة أيضا لم يتمكّن مثقّفوها وأدباؤها من إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد ميلود شرفة، الذي لقي مصرعه أيضا متأثّرا بالفيروس التاجي عن عمر ناهز 75 سنة، تاركا وراءه مؤلفين أدبيين باللغة الفرنسية، كان إطارا بقطاع التربية والتعليم، تقلّد عديد المناصب على غرار مفتش تربية وطني ثم مديرا للتربية بولاية غرداية. وكانت وزيرة الثقافة السيدة مليكة بن دودة قد بعثت برسائل تعزية إلى عائلات الضحايا، أكّدت فيها خسارة السّاحة الأدبية لهذه الأسماء اللاّمعة في الأدب الجزائري المحلي.