كم كانت لحظات مؤثرة وتاريخية ليلة أول أمس بملعب كامب نو ببرشلونة.. ولحظات اعتراف بما قدمه المدرب غوارديولا، الذي حطم كل الأرقام القياسية في هذا النادي كمدرب.. لكنه عندما أخفق في نهاية هذا الموسم فضل الذهاب. وذهاب غوارديولا، رغم إخفاقه أمام مورينيو والريال لم يكن عاديا ولا عدائيا من طرف الجمهور.. وإنما خصص له حفل لن ينساه، بعد كل ما قدمه من خدمات جليلة للنادي.. فقد تذكرت بعض الصور والكلمات التي يتلقاها المدرب هنا بالجزائر، بعد اخفاقه، رغم ما يقدمه من قبل من عمل وألقاب، حيث كنت قد كتبت عن هذا الموضوع في عدد يوم السبت بعنوان «نكران الجميل».. والطريقة التي ذهب بها سعدان، رغم تأهيله للفريق الوطني إلى المونديال!!؟ فالطريقة التي شاهدها كل العالم في برشلونة أمسية يوم السبت تعبّر فعلا عن «آداب كرة القدم».. والجوّ الذي لابدّ أن تنشئه في الملاعب وخارجه. فالجمهور له علاقة مباشرة بالنادي، وهو جزء منه وضرورة وجود الثقة بين الجانبين في صالح النادي.. وإذا لم تسر الأمور بالشكل الإيجابي، فإن ذلك ليس نهاية العالم.. وأن المدرب بإمكانه أن يفشل رغم كفاءته. لذلك، فإن محطة برشلونة قد تكون القدوة التي لابد أن نعمل بها هنا بالجزائر، لكي لا يصبح المدرب في قفص الاتهام وأن ينظر إليه بالطريقة السلبية. فالألقاب التي فازت بها البارصا لم تكن مجرد صدفة، وإنما هي محصلة فلسفة كرة القدم التي أذهلت كل عشاق الكرة المستديرة.. وكانت نهاية مسيرة غوارديولا مع البارصا في مقام الألقاب التي حصدها النادي. لنتمنى أن نرى مثل هذه الصور في ملاعبنا، سواء بالنسبة للاعبين أو المدربين، وبالتالي نساهم في ترقية هذه اللعبة التي مازالت تعاني من تصرفات بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية.