دعا المجلس الوطني المستقل الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، إلى فتح المساجد ولو بشكل تدريجي يكون مصحوبا بإجراءات الوقاية الممكنة مثلما هو منتهج في بعض الدول العربية والإسلامية، وهو ما رآه عضو لجنة الفتوى محمد إيدير مشنان بغير الممكن، لأن الخطر مازال قائما لذلك سيبقى قرار غلق المساجد ساري المفعول إلى إشعار آخر. في اجتماع استثنائي نظّم بطريقة التحاضر عن بعد وخصّص لدراسة وضعية المساجد المغلقة منذ مارس المنصرم، رفع المجلس الوطني المستقل للأئمة مطلب إعادة فتح بيوت الله أمام المصلين، رغم أنّه أكّد ثقته في الأطباء وتفهّمه لحرصهم على سلامة المواطنين. واعتبر في بيان له توّج أشغال اجتماعه، أنّ مراجعة قرار غلق المساجد أصبح أمرا ضروريا، في ظل الرفع التدريجي للحجر والمنع الذي مس الكثير من النشاطات الإدارية والتجارية والإقتصادية، وفي ظل تفويض الصلاحيات المتعلقة بذلك لولاّة الجمهورية، ولذلك فإن فتح المساجد تدريجيا أمام روّادها أصبح مطلبا معقولا، بدأت ترتفع به أصوات المواطنين يوما بعد يوم. واقترح المجلس الفتح التدريجي عن طريق تفويض البت في القرار للمجالس العلمية التابعة لمؤسسة المسجد عبر المديريات بالتنسيق مع المكاتب الولائية للمجلس، لمراعاة خصوصية كل ولاية، وتكليف الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية في كل مسجد بإقامة الجمعة الحد الأدنى المعتمد في مذهبنا، على أن يرفق قرار الفتح التدريجي بإجراءات وقاية مصاحبة كالابقاء على بيوت الوضوء مغلقة وكذا مصليات النساء، إقامة الصلوات في الساحات المفتوحة بالنسبة للمساجد التي تتوفر على ذلك، وتعويض ذلك في غيرها بالسجاد الفردي لكل مصل، مراعاة التباعد في إقامة الصفوف قدر المستطاع، وسحب كل ما يتداول بالأيدي كالمصاحف والسبحات وغيرها. وفي رده عن هذا الانشغال، كشف عضو لجنة الفتوى محمد إيدير مشنان، عن إبقاء قرار غلق المساجد ساري المفعول إلى آجال أخرى، مادام الخطر لا يزال قائما. وقال في اتصال هاتفي ب «الشعب»، إن الوزارة الوصية أصدرت فتوى بخصوص قرار غلق المساجد، و«سيبقى الحكم هو هو مادام الخطر لا يزال قائما». وطالب الدكتور مشنان من جميع أطياف المجتمع وخاصة الفئة التي تعجّل باستعادة الحياة الطبيعية، بالتحلي بالانضباط، «فكلّما تقيّدنا بتعليمات الوقاية كلّما قلّصنا مدة بقاء الوباء، وكلّما امتنعنا عن الأخذ بالاحتياطات ستطول مدّته». وتحدّث مشنان عن مشاركة الأئمة في الجهود الوطنية لمنع تفشي وباء كورونا، عن طريق برنامج توعوي وتحسيسي يتواصل منذ ظهور الجائحة عبر الأسواق والشوارع وفضاءات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى بث دروس عبر المآذن وموقع الوزارة، وكذا الفضاءات المتاحة للإطارات عبر وسائل الإعلام منها تلفزيون والإذاعات الوطنية والمحلية، والصحافة المكتوبة، فضلا عن النشاطات الاجتماعية الأخرى كتوزيع المساعدات على المحتاجين والمتضررين من الجائحة.