يحي كل من الشعب الفلسطيني ومحبي السلام والحرية في العالم ذكرى النكبة الأليمة (اغتصاب فلسطين يوم 15 ماي من كل سنة). ويأتي الاحتفال بهذه الذكرى في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الممتلكات واقامة المستوطنات وسجن الإطارات والشباب والرافضين للاحتلال بالمعتقلات والمحتشدات في ظروف مأساوية أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، مع العجز العربي والتواطؤ الدولي والانحياز الأمريكي للجانب الإسرائيلي. وأمام الصمت العربي وما يجري في فلسطينالمحتلة، فإننا نسجل بكل فخر التضحيات الجسام لشهداء فلسطين مثمنين نضالاته المواجهة للآلة العسكرية الإسرائيلية، من أجل تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ولكن السياسة العدوانية التي ينتهجها الكيان الصهيوني الذي دنس المسجد الأقصى ويدعو إلى فتحه أمام اليهود متحديا المشاعر الدينية للفلسطينيين خاصة والمسلمين عامة عبر المعمورة. وأمام المواقف المترددة للأنظمة العربية وتعرض بعضها لما يسمى بالربيع العربي، خاصة منها دول الممانعة، أصبح التأييد المحتشم للشعب الفلسطيني والمشاركة عن قصد أو غير قصد محاولة لتحويل آمال إقامة سلام عادل ودائم وشامل في منطقة الشرق الأوسط إلى مجرد سراب!! والمطلوب من المجتمع الدولي توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني الذي يواجه بصدور عارية غطرسة الآلة العسكرية الإسرائيلية من دبابات وجرافات وطائرات وغيرها، وحمايته من الإبادة المنظمة التي يتعرض لها، وذلك بالضغط على إسرائيل وحلفائها وتحسيس المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بضرورة اتخاذ مواقف صارمة لإيقاف عمليات القتل والتجويع والتهجير والاعتقال والحصار. إن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني دليل على أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا تؤمن بالسلام، فهي تستبيح دم الأطفال وتقتل الأبرياء من الشيوخ والنساء وتهدم المنازل وتهود المقدسات وتغتال القيادات وتتوسع في بناء المستوطنات على حساب الفلسطينيين ضاربة عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق الدولية متنكرة لإلتزاماتها، وبذلك فهي تريد من العرب الاستسلام لا السلام. إن الوضع الخطير الذي يعيشه الفلسطينيون يوميا يتطلب حماية دولية وقبل ذلك تحرك عربي مؤثر يجعل العالم أجمع أمام مسؤولياته التاريخية والأخلاقية والإنسانية ومنهم الاتحاد الأوروبي المتفرج على المأساة الفلسطينية عبر الشاشات دون أن يحرك ساكنا. إن الفلسطينيين يصنعون بدمائهم الزكية مجدهم يوميا دفاعا عن الحرية والسيادة والكرامة عن طريق المقاومة والانتفاضة والصمود لأجل إقامة الدولة وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، فأين أنتم يا دعاة حقوق الإنسان؟ أم أن الفلسطيني إنسان من الدرجة الثانية..؟