المستوطنون يعتدون على الفلسطينيين في الخليل وفي أماكن أخرى من الضفة الغربية، يحرقون بيوتهم ويدمرون ممتلكاتهم ويحولون حياتهم إلى جحيم، المستوطنون يحملون السلاح والفلسطينيون عزل، المستوطنون الذين جاء بعضهم من بلاد بعيدة جدا، من روسيا مثلا، يدخلون بيوت الفلسطينيين بالقوة ويطردون أصحابها ويقولون إن الرب منحهم هذا الحق. إسرائيل تمنح المستوطنين السلاح وتوفر لهم الحماية، وما يجري من اعتداءات في الضفة الغربية إنما يتم تحت أعين الجنود الإسرائيليين الذين وجدوا لحماية إسرائيل والمستوطنين، في حين أن الذين يتحدثون باسم الفلسطينيين من أمثال عباس وفياض فلا يمنحون الفلسطينيين أي شكل من أشكال الحماية، وقوات الأمن الفلسطينية وجدت لقمع الفلسطينيين ولاعتقال كل من يعارض النوم في أحضان القتلة الإسرائيليين، وما يسمى المجتمع الدولي يعتبر أن إدانة شفوية لأفعال المستوطنين تكفي للرد على هذه الجرائم، فلا مجال لتوجيه اللوم لإسرائيل بل على العكس من ذلك يسوي مجلس الأمن الدولي، ودون حياء، بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية في المسؤولية عن حماية الفلسطينيين. اعتداءات المستوطنين هي دليل آخر على أن السلام الذي تتحدث عنه السلطة الفلسطينية هو مجرد سراب لا يمكن الإمساك به، فالمستوطنون الذين يقتحمون بيوتا على ساكنيها لن يخرجوا أبدا من المستوطنات التي بنتها لهم الدولة العبرية، وهم لن يكفوا عن زرع الكراهية والحقد على العرب في نفوس أبنائهم، ولعل الذين يتحدثون عن السلام شاهدوا يافعين يهودا يشاركون في الاعتداء على الفلسطينيين معلنين سقوط أسطورة التعايش بين العرب واليهود في فلسطين. هذه الأرض لا تتسع لأكثر من شعب واحد، ومهما اجتهد العرب أو تنازلوا فإن فلسطين، كل فلسطين، إما أن تكون عربية أو يهودية، هذه هي قناعة الإسرائيليين وهذه هي قناعة الفلسطينيين وهذه هي قناعة العالم أمريكا والعالم أيضا، والفرق بين جميع هؤلاء هو أن الإسرائيليين يعملون بجد من أجل جعلها يهودية خالصة وأمريكا تتفهم رغبتهم وتساعدهم لتحقيقها والعالم يسير خلف أمريكا والعرب لا يفعلون شيئا.