يبدأ المنتخب الوطني عشية اليوم بملعب تشاكر بالبليدة مغامرته المونديالية باستضافته لمنتخب رواندا في المقابلة الأولى لتصفيات كأس العالم 2014، بهدف تحقيق انطلاقة موفقة تساعده على الاحتفاظ بكل حظوظه في هذه المنافسة، وكذا تدفع اللاعبين معنويا من أجل الاستمرار في نفس المجهود لإقتطاع تأشيرة التأهل للمرة الثانية على التوالي في العرس العالمي الكبير لكرة القدم في هذه المجموعة التي تضم كل من الجزائر ورواندا والبنين ومالي، فالمباراة الأولى يكون وزنها كبيرا لبقية المشوار، وبالتالي فإن أشبال هاليلوزيتش يعرفون ذلك جيدا، الأمر الذي يعني أنهم سيقدمون أقصى ما عندهم لإهداء الفوز لملايين عشاق » الخضر«. بالرغم من أن المهمة لا تبدو سهلة أمام منتخب رواندا، الذي كثيرا ما شكل صعوبات جمة للفريق الجزائري في الماضي، ويلعب بطريقة تصعب على الفرق تسجيل أهداف عديدة. المهم أن الفريق الوطني حضر لهذه المواجهة بشكل جيد من خلال القائمة الموسعة التي شاركت في التربصات الثلاثة، وبالرغم من الإصابات العديدة للاعبين، فإن ثراء التشكيلة جعل الطاقم الفني في وضعية مريحة نوعا ما، ولم يتم إشعال الضوء الأحمر، كما أن المباراة الودية أمام النيجر الأسبوع الماضي أفضت غطاء إيجابيا على التشكيلة الوطنية، التي قدمت عرضا مقنعا ونتيجة زادت من الأشياء الإيجابية من الناحية المعنوية. خبرة المونديال... الأمور لن تكوم مثل الأسبوع الماضي، بالنظر للفارق الموجود بين المنافسين وكذا طابع المباراة التي تكون هذه المرة ضمن تصفيات المونديال، أين يلعب الجانب البسيكولوجي دوره بشكل كبير. وسوف يستخدم الفريق الوطني تجربة عناصره الكبيرة في مثل هذه المنافسات، خاصة وأن العديد منهم شاركوا في المونديال السابق، وهذا محفز إضافي لبذل مجهود أكبر محاولة التواجد مرة أخرى في كأس العالم. ومن خلال تصريحات مساعد المدرب الوطني نور الدين قريشي، فإن التشكيلة التي تدخل اليوم على أرضية ملعب مصطفى تشاكر ستكون مختلفة مقارنة بالمباراة الماضية أمام النيجر ... أين ستعود حراسة المرمى بدون أدنى شك إلى الحارس الأساسي مبولحي، الذي سيكون في فورمة جيدة كونه لعب آخر مباراة له في البطولة البلغارية الأسبوع الماضي، وهو مؤهل بشكل أفضل هذه المرة. في حين يبقى الدفاع من الخطوط التي لم تكن بشكل مميز في مباراة النيجر، خاصة في الوسط .... ولو أن كل المؤشرات تؤكد أن هاليلوزيتش قد يمنح الثقة مرة أخرى إلى الثنائي بوزيد- مجاني بسبب العدد الهائل من المصابين، لاسيما بوقرة، الذي لم يسترجع إمكانياته بعد. ومن جهة أخرى، فإن الرواقين الأيمن والأيسر سيعودان لكل من حشود ومصباح .... هذا الأخير الذي يكون قد استعاد كل قواه. وسط الميدان.. القلب النابض أما وسط الميدان الذي يعد القلب النابض للتشكيلة الوطنية بوجود عدد هائل من اللاعبين المميزين، سيمنح الطاقم الفني الثقة لكل من قديورة ولحسن وفغولي وقادير، حسب آخر المعطيات المستقاة من تدريبات »الخضر« في هذه الأيام التي سبقت مباراة اليوم ... خاصة وأن ثنائي الوسط الدفاعي قديورة لحسن قام بدوره على أحسن ما يرام ... كما أن تواجد قادير في الوسط الهجومي يقدم اختيارات أفضل لفغولي لتجسيد محاولاته. ويبقى »ملف« بودبوز النقطة الوحيدة التي يحوم حولها استفهامات كبيرة حول جاهزيته لتنشيط الهجوم ربما رفقة الهداف جبور الذي أكد بالرغم من التعب الذي كان يعاني منه أنه إستعاد نكهة التهديف. وفي حالة عدم دخول بودبوز أساسيا، فإن هاليلوزيتش قد يختار بوعزة لشغل منصب في الهجوم، بالنظر لإمكانياته الهجومية الكبيرة، بينما يبقى هداف غيماراش، هلال سوداني من الخيارات التي قد تدفع المدرب الوطني إلى وضعها كونه يمر بقدرة جيدة، وأعطى إضافة حقيقية عند دخوله في مباراة النيجر... المهم أن الطاقم الفني، مقارنة بالأيام الأولى لبداية التربصات، يتوفر على خيارات كبيرة لوضع استراتيجية مبنية على تكثيف الحملات الهجومية والوصول إلى مرمى رواندا في مناسبات عديدة، لاسيما وأن أحسن شيء، تم تحقيقه في مباراة النيجر هو أن الفريق الوطني تمكن من تسجيل أكثر من (400) تمريرة ... وهو مؤشر إيجابي نحو جعل »الخضر« فريقا هجوميا بالدرجة الأولى، مقارنة بالماضي القريب الذي كان يكتفي بأقل من (200) تمريرة في مباراة ... هذه الإستراتيجية التي ما فتئ هاليلوزيتش يذكرها في ندواته الصحفية، وعمل على تجسيدها فوق الميدان، أين سيكون اليوم إختباره الحقيقي الأول ببداية تصفيات المونديال. وبدون شك، فإن كل الظروف حاضرة لرؤية »الخضر« في مستوى كبير، خاصة وأن أرضية ميدان ملعب مصطفى تشاكر تحسنت كثيرا وكانت إضافة حقيقية للاعبين الذين لم يجدوا الصعوبة التي عرفوها في الماضي، بالنسبة لفريق يعتمد كثيرا على اللقطات الفنية واللعب الجميل. وبالتالي، فإننا على موعد مع مباراة حاسمة منذ بداية الطريق، لأن كل نقطة لها وزنها، إلى جانب معنويات الفريق التي سترفع وهذا على بعد أسبوع من لقاء كبير كذلك أمام مالي في واغادوغو، بعد قرار إجرائه في ملعب محايد.