رغم أن المنتخب الوطني قد أقصي منذ مدة من المشاركة في الدورة النهائية لكأس افريقيا للأمم 2012، إلا أن المباراة الأخيرة له في هذه التصفيات المقررة غدا أمام نظيره منتخب افريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية تجلب لها كل الأنظار، ولها أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل »الخضر«...؟! فالمعطيات التي جاءت فيها تجعلها هامة للغاية، لأنها تعتبر نقطة تحول كبيرة في مسيرة المنتخب الوطني.. لأن بعدها سيدخل أشبال هاليلوزيتش في مرحلة اعداد تأهيليات المونديال القادم.. وبما أن الناخب الوطني وضع استراتيجية ترتكز على تغيير العديد من الأشياء لإخراج الفريق من النفق، فإن كل الأمور تكون مهمة في الوقت الحالي. فالفريق الوطني سيلعب غدا من أجل الفوز لا غير، رغم أنه حسابيا بعيد عن العدد الكافي الذي يؤهله، حيث أن الجانب المعنوي هو الذي يطغى على مباراة افريقيا الوسطى. جابو.. قطعة محورية! ففي حالة الفوز، فإن الأمور ستتحسن ويدخل الفريق الوطني في دائرة الأشياء الجيدة ويدفع كل الطواقم واللاعبين على النظر إلى الأمام بتفاؤل كبير، خاصة وأن الجمهور الجزائري ينتظر الكثير من الناخب الوطني الجديد الذي سيشرف على الفريق لأول مرة في الجزائر، بعدما أحس المتتبعون أن عدة أشياء تغيرت بقدوم المدرب البوسني.. كما أن المنتخب الجزائري سيلعب للمرة الأولى منذ سنوات عديدة مباراة رسمية بملعب 5 جويلية.. وهذا شيء لا بد من الإشارة إليه وبتمعن، بعدما أجرى زملاء بوڤرة كل التصفيات الماضية للمونديال السابق في ملعب مصطفى تشاكر. ومع ذلك، فإن التحضيرات التقنية كانت مكثفة لدى النخبة الوطنية، أين استفاد هاليلوزيتش من كل اللاعبين، ولفترة سمحت له بمعرفة وضعية كل لاعب، والعمل معهم في ظروف جد ملائمة، حسب ما أكده المعني في الندوة الصحفية التي نشطها في بحر الأسبوع الماضي. وكانت الأمور واضحة للغاية بأن هاليلوزيتش فتح ورشة حقيقية لإعادة المنتخب الوطني إلى طبعه الهجومي الذي ألفناه في السابق.. لكن فقد الكثير من بريقه في السنتين الماضيتين.. وبالتالي، فإن »الخضر« لعبوا في تانزانا ب (4) مهاجمين، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ مدة طويلة.. وسيجدد المدرب الوطني هذه الوصفة أين سيعول على فريق ذو نزعة هجومية والأخبار الواردة من سيدي موسى تؤكد أن المخطط الذي أعده المدرب الوطني يرتكز على لعب هجومي مكثف، خاصة وأن المهاجم رفيق جبور استعاد إمكانياته وتماثل للشفاء نهائيا، الأمر الذي يجعله يلعب كرأس حربة غدا، إلى جانب غيلاس وربما بوعزة.. وهذا الثنائي سيستفيد لأول مرة من الإمكانيات الفنية للاعب جابو، الذي سيعوض زياني في هذا الدور، بعدما لم يعجب هاليلوزيتش بدور زياني في المباراة الماضية. فستكون تجربة كبيرة للاعب وفاق سطيف لإظهار إمكانياته الحقيقية في مباراة قد تكون المنعرج الحقيقي بالنسبة إليه والفريق الوطني معا. تنافس من أجل الأماكن... فالطريقة التي يعمل بها هاليلوزيتش أعطت حركية في المدة الأخيرة بظهور وجوه جديدة وإمكانية الإستغناء عن لاعبين موندياليين، أي أن منافسة كبيرة على المناصب، والأحسن الذي يقدم المردود الإيجابي هو الذي يكسب ثقة المدرب في المستقبل.. هذه الفلسفة ستعطي ثمارها بدون شك وتعيد للفريق الوطني مستواه الذي أهله للمونديال السابق.. وخير دليل على ذلك هو تقديم الدعوة للشاب بونجاح الذي كان اكتشافا حقيقيا بالنسبة للجمهور الجزائري عندما استدعاه الناخب الوطني الأسبوع الماضي، والذي تدرب خلال يومين مع الفريق الوطني، قبل أن يلحق بالمنتخب الوطني الأولمبي، وهذا بعد شفاء جبور نهائيا. وبدون شك، فإن هذه التجربة ستفيد بونجاح الذي يعول عليه في التصفيات القادمة للأولمبياد، على أن يكون لاحقا ضمن المدعوين للفريق الوطني »أ«. كما أن التشكيلة الوطنية ستتدعم بلاعبين آخرين، لا سيما سفيان فغولي الذي أكد نهاية الأسبوع الماضي أنه سيتقمص ألوان »الخضر«، ويبدو أن الأمور الإدارية للاعب تسير في الإتجاه الموفق مع الإتحادية الجزائرية لكرة القدم.. حتى أن مصادر مؤكدة أشارت إلى أن فغولي سيكون حاضرا في المباراة الودية القادمة للفريق الجزائري أمام نظيره التونسي في نوفمبر القادم.. والذي سيعطي دفعا قويا للخط الهجومي بفضل إمكانياته الكبيرة، والتي يقدمها حاليا مع ناديه فالنسيا الإسباني. أسلوب «البارصا».. مشروع هاليلوزيتش؟! فاللعب الهجومي هو الذي سيعطينا حلولا وأهدافا وبالتالي الفوز في المقابلات.. ذلك ما كرره عدة مرات الناخب الوطني خلال ندوته الصحفية، حيث منذ قدومه أعاد بعض اللاعبين ذوي النزعة الهجومية على غرار غيلاس وبوعزة، في انتظار فغولي وكذا بودبوز، هذا الأخير الذي بدون شك سيعود قريبا لتنشيط الهجوم، بعدما أبعد بسبب عدم مجيئه إلى التربص الأول للفريق الوطني عندما استلم هاليلوزيتش مهامه. فالإنتظار إلى غاية ديسمبر القادم سيكون بشغف بالنسبة للاعبين والجمهور على حد سواء، كون الناخب الوطني وضع هذا الحد لتقييم العمل الذي سيقوم به وتحديد المجموعة التي ستعمل معه تحسبا للتصفيات القادمة.. فالغربلة سارية حاليا إلى غاية نهاية السنة لمعرفة اللاعبين الذين يدخلون في حساباته والآخرين الذين سيغادرون السفينة. وكان هاليلوزتيش قد أعطى تحليلا عن آداء اللاعبين.. الذين سيكونون تحت الضغط في كل مرة، خاصة وأن المردود غير كاف لتحقيق نتائج كبيرة، والدليل أن الإستراتيجية الخاصة بالمستقبل تعتمد على كثرة التمريرات والتحركات المستمرة فوق الميدان لإعطاء حلول.. أي على طريقة »البارصا«.. والضعف الذي لوحظ هو قلة التمريرات لحد الآن، رغم وجود بعض التحسنات في المباراة الماضية. فمن الممكن جدا أن نكتشف عشية يوم الغد طريقة جديدة للفريق الوطني في لعبه التي ستعتمد على التمريرات والتخلص من الإحتفاظ بالكرة بشكل كبير.. وضرورة استعادة الكرة في منطقة عليا وعدم التراجع إلى الوراء بصفة كبيرة والإبتعاد كثيرا عن منطقة المنافس.. لأن المشكل الحقيقي الذي عانى منه الفريق الوطني كان يتمثل في كثرة وجود لاعبين ذوي نزعة دفاعية في وسط الميدان والرجوع باستمرار إلى الوراء.. ولهذا فإن هاليلوزيتش قد لا يغير أشياء في الدفاع، لكن الوسط والهجوم سيكون لهما شكل آخر...