تأكد الجمهور الجزائري بعد نهاية مباراة الفريق الوطني بنظيره من إفريقيا الوسطى، أن المدرب وحيد هاليلوزيتش يسير في الطريق السليم من خلال الورشة التي فتحها منذ توليه مهمة تدريب «الخضر». فبعد أن عانى الفريق الوطني منذ سنوات عديدة من ضعف في التنشيط الهجومي، أين غابت الفعالية في معظم المقابلات.. استعاد زملاء مطمور نكهة الخط الأمامي بنسوج منظمة بصفة دقيقة في مراحل عديدة من مباراة يوم أول أمس. فالمدرب هاليلوزيتش الذي أكد خلال خرجاته الإعلامية أن همه الأول يتمثل في إيجاد حلول لخط الهجوم بوجود عدد كبير من المهاجمين وضرورة الوصول إلى منطقة المنافس.. وهو الشيء الذي بدأت بوادره تظهر عندما سجل كل من يبدة وقادير هدفي الفريق الجزائري بوضعيات مختلفة. كما أن تنظيم الفريق ككل عرف عدة تغييرات في تمركز اللاعبين فوق الميدان، وبداية بحثهم عن الكرة عندما تكون لدى المنافس.. وهذا بمحاولة أخذ الكرة في منطقة عليا، مقارنة بما كنا نراه في عهد المدربين سعدان وبن شيخة، هذه الاستراتيجية ولّدت الكثير من المحاولات التي قادها كل من مطمور ويبدة وقادير، الذين وجدوا أنفسهم في مساحات واسعة بإمكانهم تقديم الأحسن في منطقة الخطر.. بالاضافة إلى نقص الضغط على وسط الميدان الدفاعي وكذا الدفاع.. خاصة وأن عناصر الخط الخلفي لم تكن لهم مهمة صعبة بفضل الاستراتيجية التي اعتمد عليها هاليلوزيتش والتي تتلخص في «أحسن دفاع، ولكن رغم كل ما قيل ولوحظ في تلك المباراة، فإن عدة نقائص ظهرت وتبيّن أن الطريق مازال طويلا وعملا كبيرا ينتظر الطاقم الفني واللاعبين من أجل الوصول إلى فريق تنافسي قوي، بإمكانه مجابهة أكبر المنتخبات القارية بنفس المستوى الذي تعودنا عليه في السنوات الماضية وبطريقة لعب تعتمد على التنشيط الهجومي. فقد لاحظنا أن نقصا كبيرا ظهر في الإنسجام ونسق اللعب الذي لم يكن سريعا، رغم ثقل دفاع المنافس، أين كان مهاجمونا غير قادرين على إنهاء المحاولة بسبب ظهور النقطتين اللتين تحدثنا عليهما.. بالاضافة إلى نقص التركيز أمام المرمى، أين لم يجد كل من مطمور وقادير الحل الأنسب في تجسيد المحاولة إلى هدف.. مما يجعل المدرب هاليلوزيتش يركز بدون شك على مثل هذه الأمور لجعل الفعالية تبلغ نسبة أكبر في محاولات الخضر في المستقبل القريب. ومن جهة أخرى، فإن عمل هاليلوزيتش سيعطي ثماره من ناحية التعداد الذي بدأ يتوسع، وضرورة تجديد بعض المناصب، الأمر الذي يقدم منافسة بين اللاعبين من أجل الفوز بمكان في التشكيلة.. فالفرصة مواتية حاليا لكل المجموعة من الناحية المعنوية للعمل في ظروف أحسن من التي كانت من قبل، لأن الضغط يكون أقل مع هذا الفوز المعنوي، الذي من الممكن أن يتدعم أكثر في المقابلتين الوديتين أمام تونس والكاميرون.