جدد المجلس الوطني لمنظمة المجاهدين في دورته الأولى بعد المؤتمر ال11 الثقة في السعيد عبادو أمينا وطنيا لعهدة ثانية على التوالي مدتها خمس سنوات. وجرت عملية تزكية عبادو بالإجماع في الدورة التي نظمت يوم الخميس بفندق الرياض في سيدي فرج بعد عدم ترشح أي عضو اخر في المجلس الوطني الذي يضم 423 مجاهد منهم 36 مجاهدة، والرغبة الملحة في الحفاظ على استقرار المنظمة وتوازنها ومواصلة البرنامج المسطر من أجل التكفل بالشريحة ومنحها حقها المستحق والاعتبار والاعتراف بدورها الريادي في تامين التاريخ الوطني وتبليغ رسالة نوفمبر إلى الاجيال كما هي دون مزايدة وتحريف. ورصدت «الشعب» هذه الوقائع في تغطيتها للدورة التي كشف من خلالها المجاهدون ارادة قوية في الالتفاف حول السعيد عبادو باعتباره رجل الاجماع والاستمرارية بدليل عدم وجود أي عضو منافس له رشح من أجل البديل المغاير. وروج قبل تزكية عبادو بالاجماع ترشيح ممثل عن الولاية الخامسة التاريخية دون تحديد اسم الشخصية المنافسة لكن سرعان ما تلاشى الخبر، ولم يظهر أي شيء من هذا القبيل. وظل رئيس الدورة عبد الله الحاج احمد قبل التصويت على خيار عبادو لخلافة نفسه أمينا وطنيا، ينادي بأعلى في اتجاه قاعة المؤتمرات المكتظة عن آخرها ان كان هناك مترشح ثاني أو ثالث، لكن لم يجب أحد. وما اعتبر تزكية ضمنية للامين الوطني الحالي لخماسية ثانية على التوالي. جرى كل شيء تحت التصفيقات الحارة والتهاليل. وهي نفس الصورة التي تكررت مع الاعلان عن اسمي المجاهدتين المنتخبتين لتمثيل المرأة في الامانة الوطنية المتجددة التشكيلة بنسبة 50 في المائة حسب ما استقته «الشعب» من قلب الدورة. وانتخبت المجاهدتان في أجواء ديمقراطية سادها التنافس المحموم بين المترشحات ال 7 التي اعترفت بما أفرزه الصندوق. ويتعلق الأمر بالسيدتين جوهر عكرور المحكوم عليها بالاعدام عن العاصمة وعقيلة عبد المؤمن وارد عن فيدرالية فرنسا، وبهما يرتفع عدد اعضاء الامانة الوطنية إلى 21 عضوا 19 مجاهدا ومجاهدتين لاول مرة تطبيقا للمادة 41 من القانون الاساسي الذي حظي بالمصادقة عليه في ذات الدورة تماما مثل النظام الداخلي، اثبات العضوية، بيان السياسة العامة وبرنامج العمل الذي ياتي في ظرف استثنائي تعيشه الجزائر في اصلاحات سياسية شكلت التشريعيات محطتها الحاسمة المفصلية، والتحضير لاحنفائية خمسينية الاستقلال الوطني. وشدد على هذا التوجه سعيد عبادو عقب تزكيته امينا وطنيا وفي تصريح للصحافة رافعا من أجل تجسيد برنامج العمل الذي يضع نصب الاعين الدفاع عن شريحة المجاهدين المادية والمعنوية وفعل المستحيل لاعادة الدور الريادي للمنظمة التي يراها الكثير من المجاهدين انها مهمشة وتستدعي اشراكها في كل كبيرة وصغيرة تخص الوطن وتحولاته في زمن تتمادى فيه حملات بلا انقطاع محاولة تشويه التاريخ الوطني والتعتيم على رسالة نوفمبر. وركز عبادو الذي يرى في انتخابه تحمله مسؤولية ثقيلة أخرى في مواصلة الدرب النضالي وتحقيق الأهداف غير المكتملة لبناء جزائر قوية آمنة ينعم فيها ابناؤها بالطمانينة والسعادة والامان على ايلاء التعاون اولوية قصوى بعيدا على العزف المنفرد في قيادة المسيرة اعتقادا راسخا منه ان قوة الجماعة أكبر من قوة الفرد المنغلق على الذات في البرج العاجي المردد للمقولة السلبية «أنا وحدي أملك الحقيقة» او «انا الكل في الكل». وبعد ان ذكر بوجوب تكاتف الجهود والتلاحم لتدعيم صف المجاهدين في زمن تهب فيه رياح عاتية معادية تتخذ من الفضائيات الخارجية منابر لبث السموم اهتم عبادو بشكل خاص بمد جسور التواصل بين جيلي الثورة والاستقلال على اعتبار ان البناء الوطني هو امتداد للتحرر الذي قدم فيه الجزائريون اغلى الممتلكات وصغرت امامهم الاشياء وكبرت الجزائر.