أنا هنا، هرعت إليك بعدما اشتعلت السماء بلون متفاوت الزرقة، لم اتقن درجة الزرقة وصفا، وكأن النجوم اجتمعت.. وكأنك رميت بغصن وسط السماء فاحتضنته وسط ضجيج عالي الصخب.. هكذا بدت تلك الخطوط الرعدية.. التي ستفشل أدّق ريشة في ترجمتها، وهاهي يدي اليسرى ربما تخفق في ذلك أيضا. بينما تسارع الجميع لينافس ما خلق في بطن السماء.. بفلاشات هواتفهم ليشارك كل منهم اللحظة مع أصدقائه.. كذلك فعلت لأشاركها مع أصدقائي المختلفين جدا.. أنا الآن هناك حيث كانت أشعة الشمس المتسللة تبحث بصعوبة عن جلد إحداهن لتحول بشرتها الى أسود حارق.. بينما لم تستعن بخاصية التسلل لجسد أخرى وأخرى وأخريات.. بينما اشتد الانتظار كبارا، صغارا وكهولا.. فقد كان على أحدهم أن يلتحق بهم السادسة مساء إنها السابعة يسمع اسم بعد أن احتل اليأس المكان.. بينما يتناسى آخر تجهيز درس ليرسله على المواقع التي غزتها التفاهات التي نحبها جدا.. هناك فقط.. حيث يقف من لم يعيشوا طفولتهم، أولئك الذين لم تخدش ركبتهم ولا أيديهم نتيجة نزول مجنون من مرتفع بدراجة.. حيث يحملون سلة ملئت بخبز المطلوع.. يقفون بعيون ملؤها الرجاء والحيلة.. هناك حيث يقبع أشرار في منزل مظلم رغم نور مصابيحه يخططون لرفع ضغط أحدهم تشابه معهم في الجينات.. هناك حيث ينبح عدد من الكلاب.. يتذمر أحدهم لأن الطعام لم يكن جيدا.. حيث تراقبني أعين أحدهم.. حيث وجدت تلك التي تجعدت ذاكرتها وضاقت بها.. سندا لم يكن بالطويل.. تجمعت سينه ونونه وداله بأشخاص تجاهلتهم طوال حياتها.. بينما ينهي البعض حياتهم.. ويخاطر بعض آخر بها.. بينما يرتشف آخرون من كأس الندم والتهور.. تتطاير ستائر غرفتي.. نتيجة نسمات من برد أيلول. اليوم يتطاير لعابهم.. وينطلق كالرصاص في قلب من أصبح المستشفى منزلهم.. في قلب من أضحى وأمسى في الشارع ينظف فضلاتنا.. حيث أصبح في اجتماع الرجل والمرأة حسد وخوف عين.. اليوم، أخفينا وجوهنا.. وعجزت ماسكاتنا إخفاء تلك التي تعتليها الرموش.. نعم نحن عاجزون تماما.. أنا أسكن الآن هناك أخرى، حيث الجميع يلوم ويلام.. حيث وضعت الكمامة على الوجوه فزادت الطينة بلة.. حيث تراقبني أعين أحدهم.. حيث أقدم هذه الكلمات لكم في كأس طويل العنق.. فنخب الماضي التعيس.