تعد مشكلة الازدحام المروري من أكبر المشاكل وأكثرها استعصاء طوال موسم الاصطياف، فهي تتسبب في تعطيل الأعمال وتأخير الناس وهدر الوقت، لذلك فإن أكبر الهموم التي تقع على عاتق الجهات المعنية بالطرقات، تنظيم حركة المرور. ويشكل اختناق الطرقات في فصل الصيف، مشكلة كبيرة بالنسبة للمصطافين ورجال الشرطة على السواء ويظهر خلال موسم الاصطياف الحالي مما يشكل ضغطا كبيرا على الطرق المؤدية من وإلى الشريط الساحلي، خاصة عند سويعات مغادرة الشواطئ التي حددتها بعض الأطراف بين السابعة مساء والعاشرة ليلا. وأكثر أوقات الازدحام والاختناق المروري وعرقلة حركة السير يظهر خاصة في نهاية كل يوم صيفي، حيث يخرج حشد المصطافين كلهم في وقت واحد وكأنهم اتفقوا مسبقا على ذلك، وعليك ألا تقرر الخروج بسيارتك في ذلك الوقت بالذات، أي بين الثامنة والعاشرة مساء خوفا من الوقوع في عنق الزجاجة. وإذا حدث وكنت فريسة ذلك التوقيت، فإنك ستكون لا محالة فريسة الاكتظاظ والاختناق ومنبهات السيارات المتواصلة المنبعثة من كل مكان، كما أنك ستقع فريسة للحرارة وجمود إطارات السيارات ورائحة البنزين وأصوات الموسيقى المتصاعدة من مكبرات الصوت بأحدث تقنية المنبعثة من سيارات الشباب. ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التفكير في محاولة الهروب من الحصار الذي يفرض عليك، وهو ما يجعل معاناة الناس في الطرقات لا يمكن وصفها إلا بأنها مأساة لكل سائق ومرتاد للطرقات ذات الاكتظاظ المروري. وعليه فإنه عندما يتم الإعلان الرسمي لانطلاق موسم الاصطياف، فإن رجال الشرطة من أمن، ودرك، إضافة إلى رجال الحماية المدنية يستنفرون قواهم وقواعدهم خدمة لأمن وسلامة المواطن. ولم يجد محدثونا من بعض تلك الأسلاك على مستوى ولاية بجاية سوى القول أنه ورغم تجربة مسبقة مع تسيير مخططات أمن وسلامة المواطن ضمن ما يعرف بالمخطط الأزرق ومخطط دلفين، فإن ما يلاحظ سنة تلو أخرى، هو صعوبة أداء المهمة بسبب التوافد الكبير للمصطافين على الشواطئ من جهة، وكذا التدفق الهائل للسيارات والمركبات، خاصة وان كل الشواطئ يؤدي إليها طريق محوري واحد. وبدأ مخطط الأمن والسلامة بالنسبة لتلك الأجهزة قبيل الإعلان الرسمي عن انطلاق موسم الاصطياف، وذلك لأن المواطن بدا ارتياد الشواطئ مع الموجات لأولى للحرارة التي بدأت مبكرا هذه السنة، وذلك بتأمين الطرقات تفاديا لنقص التغطية الأمنية طوال موسم السياحة. وفي هذا السياق، استفادت المجموعة الدركية للولاية على سبيل المثال من تدعيم لعناصرها، وتؤكد مصادرنا أن نجاح المخطط لا يكون إلا بتعاون المواطن، وعليه التحلي بروح المسؤولية خاصة فيما يخص قيادة السيارات التي تصطف بالآلاف على طرقات العودة مساء، ما يشكل فوضى كبيرة راجعة بالدرجة الأولى إلى بعض السائقين، هؤلاء يلجاون كثيرا إلى السياقة في ممرات الاتجاه المعاكس لربح بعض الأمتار فقط. وهذا الخطر يزيد في الاختناق ويزيد في الاضطراب وتضييع الوقت في تنظيم حركة السير، واستفادت أيضا الحماية المدنية من دعم خلال موسم الاصطياف الجاري ووضع تحت تصرف الفرق التابعة لهذا الجهاز مختلف عتاد التدخل والأدوية للإسعافات الأولية. ويذكر أن شواطئ عاصمة الحماديين تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين سواء من داخل الولاية أو خارجها، وذلك بغرض الراحة والاستجمام، وحسب بعض المواطنين فإن سبب اختيارهم لشواطئ بجاية السياحية، يعود بالأساس إلى ما تتمتع به هذه المدينة المضيافة من مناظر خلابة تمزج بين زرقة البحر واخضرار الطبيعة، خاصة الشواطئ العذراء الخلابة بكل من بوليماط، ساكت، إغرم... وقد عرفت هذه الشواطئ إقبالا منقطع النظير من المصطافين القادمين من مختلف البلديات الداخلية والولايات المجاورة كسطيف، البويرة، وبرج بوعريريج للاستمتاع بنسمات البحر النقية المنعشة أمام ارتفاع درجة الحرارة.