أكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية، حمادة سلمى، أن الحرب قامت بعد إقدام قوات الاحتلال المغربي على فتح ثغرتين جديدتين إلى جانب الثغرة الأولى غير الشرعية في جدار الذل والعار، في خرق صارخ لوقف إطلاق النار رغم التنبيهات التي وجهتها القيادة الصحراوية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حول مخططات الإحتلال، ونيته في الاعتداء على المدنيين الصحراويين العزل، مشددا على أن الشعب الصحراوي ماض في الكفاح المسلح إلى غاية انتزاع حقه في تقرير المصير مهما كان الثمن. كشف حمادة سلمى، أمس، في اتّصال هاتفي مع «الشعب»، أن الوضع في منطقة الكركرات بعد 72 ساعة، هو نفسه الوضع السائد في كامل الصحراء الغربية، لاسيما بعد إصدار رئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي، مرسوما رئاسيا يعلن من خلاله نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو من جهة والاحتلال المغربي من جهة أخرى، تحت إشراف الأممالمتحدة سنة 1991، وهو ما جعل محيط جدار الذل والعار مفتوحا أمام ضربات جيش تحرير الشعب الصحراوي، سواء في منطقة الكركرات أو في مناطق أخرى. وأعلن حمادة تواصل القصف من طرف قوات الجيش الصحراوي في إطار العمل المبرمج يوميا لاستهداف مواقع الاحتلال المغربي. وأضاف، أنّ ثغرة الكركرات تم غلقها من طرف المتظاهرين الصحراويين المدنيين احتجاجا على ما آلت إليه أوضاعهم بعد 29 سنة من وقف إطلاق النار، الذي كان يعوّل عليه في تمكينهم من ممارسة حقهم في تقرير المصير والاستقلال من خلال تنظيم استفتاء حر وعادل وونزيه، غير أن هذا الأمر لم يقع، مؤكدا أن اليوم الحرب قامت وثغرة الكركرات ستبقى مغلقة. وبخصوص الخطوة المقبلة سواء للقيادة أو للشعب الصحراوي عقب إعلان الرئيس إبراهيم غالي عن انتهاء وقف إطلاق النار بين الطرفين، قال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية، إن الشعب الصحراوي سيمارس حقه المشروع في الكفاح المسلح حتى استعادة أرضه المغتصبة، مشيرا إلى أن هذا الحق تكفله الشرعية الدولية لكل حركات التحرّر، طالما أن القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار بحكم القانون الدولي، ومسجلة لدى اللجنة الرابعة للأمم المتحدة ضمن 17 إقليما لم تتحرّر بعد. وأوضح حمادة، أن قرارات الأممالمتحدة واضحة، ونفس الشيء بالنسبة للاتحاد الإفريقي، الذي ما فتئ في كل قمة من قممه يدعو إلى تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة السمراء، معتبرا أن ذلك هي الخطوة المقبلة والتي ستكون أساسية لدى الشعب الصحراوي الذي يستعدّ لها الآن شيبا وشبابا رجالا ونساء، لاسترجاع الأرض المغتصبة، مهما كلّف من ثمن ومهما تعاقبت من أجيال. وفيما يتعلق بالأخبار التي تحدثت عن سقوط قتلى وجرحى وحتى أسرى في صفوف الاحتلال المغربي عقب القصف المكثف لقوات جيش التحرير الصحراوي، رد حمادة قائلا: «حتى الساعة لا يمكن أن أؤكد إلا ما تقدمت به المحافظة السياسية لجيش التحرير للشعب الصحراوي من بيانات وبلاغات عسكرية تم نشرها في وكالة الأنباء الصحراوية، ولازلنا لا نتوفر على تفاصيل الخسائر التي مست الاحتلال سواء في الأرواح أو في العتاد». كما علق وزير الإعلام الصحراوي على الاتصال الذي جرى بين الأمين العام للأمم المتحدة والقيادة الصحراوية، وعلى إمكانية التوصل إلى حلّ جذري للقضية الصحراوية في ظل التوتر الذي يميز المنطقة، حيث قال إن الطرف الصحراوي يبقى دائما منفتحا على أي حل سياسي، لأن الحرب ليست غاية في حد ذاتها. داعيا المجتمع الدولي إلى تغيير أسلوبه في التعاطي مع هذه القضية العادلة، وأن يعي بشكل جيد أنه لا يمكن أن تحل القضية الصحراوية بنفس الأسلوب أو التجربة التي عايشها الشعب الصحراوي خلال 29 سنة من الانتظار الذي جعل القيادة والشعب الصحراوي يستبعدان الحل السياسي، ما لم يكن مبنيا على اعتبارات دقيقة وخطوات صادقة وأولها هو استعادة الثقة المفقودة في الأممالمتحدة وقدرتها على فرض الحل وممارسة ضغوط على الطرف المعرقل حتى يستجيب لنداءات الشرعية الدولية ويجلس إلى طاولة المفاوضات مع الجبهة الشعبية الصحراوية على أساس مخطط التسوية الموقع من قبل الطرفين قبل ثلاثة عقود والقاضي بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.