هو شاب في مقتبل العمر من واليد 1983 والبالغ من العمر 37 سنة، اسمه «صابر - ط « ينحدر من بلدية الطاهير، ولاية جيجل، دفعته الظروف إلى مغادرة مسقط رأسه بحثا عن عمل في إحدى الولايات بالغرب الجزائري، لتتوقف به رحلة البحث بعاصمة الغرب الباهية وهران، ؟أين وجد منصب عمل. من هنا بدأت قصته مع اكتساب الخبرة والحصول على حرفة تقيه شر الزمان. يروي لنا تفاصيلها وكيف شاءت الأقدار أن يعم وباء كورونا الذي تضرر منه سكان المعمورة، ولعل «صابر» عينة لمخلفات الفيروس عليه وعلى محيطه الاقتصادي والاجتماعي. تشاء الأقدار أن يجمع «صابر» نصيبا من المال مكنه من كراء محل لمزاولة نشاطه، الذي اكتسب منه الخبرة لافتتاح مطعم، وسارت الأيام وتوالت الأعوام، ووضعه المادي من الحسن الى الأحسن، الذي مكنه من الزواج والاستقرار بعاصمة الغرب من خلال استئجار شقة، مرفوقا بأخويه لمساعدته في نشاطه وإدارة المحل، غير أن سنة 2020 لم تكن الا بداية لانهيار مداخيله، بعدما فرض وباء كورونا نمطا جديدا للعيش والعمل، خاصة بعد فرض الحجر الصحي طيلة الصائفة، وفي الساعات التي يكثر فيها إقبال الزبائن. وجد «صابر» نفسه محاطا بمصاريف أثقلت كاهله وزادت من معاناته المادية، وهو ما أجبره على غلق المحل أشهرا، تراوحت بين 04 و05 أشهر، ولم تكن سوى عبء عليه من خلال دفع مستحقات الكراء للمنزل والمحل، دون أن يحقق أي مداخيل تذكر، إضافة إلى مصاريف التأمين والضرائب. خوفه الشديد من فيروس كورونا والإصابة به، حتم عليه تكثيف الاجراءات الوقائية من معقم وكمامات ووسائل التعقيم، والتي بدورها تعبر عن مصاريف اضافية، مقابل مداخيل ضئيلة، يقول عنها «رانا نخدمو بالخسارة»، موجها في ذات الوقت رسالة الى الجهات المعنية، بضرورة ايجاد طريقة لتخفيف الأضرار التي يتكبدها أصحاب المحلات، ومن بينها المطاعم الصغيرة التي تعد مصدر رزقه ورزق إخوته الوحيد. ما هي إلا أيام حتى استجمع قواه ليواصل نشاطه بعد الرفع الجزئي عن بعض الأنشطة ومن بينها المطاعم، والتي حفزته ليكثف نشاطه، غير أن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا فرض إجراءات جديدة للحجر الصحي من بينها الغلق المبكر للمحلات في حدود الساعة 15:00 سا، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على «صابر» وأحبط معنوياته، وبدأ يفكر في توقيف نشاطه وغلق المحل بصفة نهائية، وتسريح العمال بعد أن أثّرت عليه كورونا تأثيرا بليغا، لتراوده فكرة العودة الى مسقط رأسه بالطاهير، إلى المسكن العائلي لتخفيف أعباء استئجار السكن والبحث عن مصدر آخر للقمة العيش.