معاناة أصحاب العمل اليومي تتواصل.. كورونا تضع الجزائريين أمام مأزق معيشي إعادة تجميد كثير من الأنشطة تخلط حسابات كثيرين.. مضى أكثر من شهرين على انضمام الجزائر إلى قائمة الدول التي تشملها الإصابة بفيروس كورونا لتتصدر قائمة الوفيات بين الدول العربية عامة متجاوزة 4 آلاف إصابة مؤكدة فيما يقدّر عدد الوفيات بالمئات وسجلت أمس 174 إصابة جديدة أكدت أن الأمر مازال يُنذر بالأسوأ وهو ما دفع السلطات إلى إعادة تجميد العديد من الأنشطة التجارية والخدماتية وهو قرار يبدو ضروريا لكبح كورونا التي أرهقت الجزائريين ووضعتهم أمام مأزق معيشي حقيقي. وتفاقمت تداعيات الفيروس صحيا واجتماعيا واقتصاديا بعد فرض الحجر الصحي الذي تعيشه الجزائر بسبب تخوفات الحكومة والمواطنين من تفشي كورونا إذ أصدرت السلطات العليا قرارات عطلت بموجبها الدراسة وقيدت الحركة ومنعت التجمعات وأغلقت كثير من الأسواق والأماكن العامة وهي التدابير أثرت على عدد من القطاعات الخدماتية البسيطة التي يعتاش فيها عدد كبير من العمال الذين يعتمدون على الكسب اليومي ومئات المطاعم والمنشآت إذ فقدوا مصدر رزقهم بالكامل. وأثرت قرارات الحكومة وهي تبدو ضرورية بشكل مباشر على مختلف المناحي الحياتية في الجزائر وكان السائقون والعمال أصحاب الأعمال الحرة من أكثر المتضررين نظرا لاعتمادهم على ما يجمعونه من مال خلال عملهم اليومي. وبهذا الصدد يقول عمر وهو سائق سيارة أجرة (37 سنة) ل أخبار اليوم : خلال الأسابيع السابقة كنت أحصل من عملي اليومي بعض المال يكفي لشراء بعض الحاجيات لعائلتي أما اليوم فلا أستطيع تأمين رزق أسرتي ولو بالقليل . وفي عين بنيان غرب الجزائر العاصمة أغلق مقهى الرحمة أبوابه منذ بداية تطبيق الإجراءات الاحترازية وذلك بسبب التخوفات لدى القائمين عليه من دخول شخص لديه عدوى فتقع كارثة لجميع الموجودين وطاقم العمل إذ فقد عدد من العمال أجورهم اليومية ومن ضمنهم الشاب فتحي الذي يعمل في أحد المطاعم والذي يتواجد في عطلة إجبارية عن العمل منذ شهرين. أزمة كورونا وتفاقم الفقر وبحلول شهر رمضان وفي أوج انتشار وباء كوفيد 19 يعاني المواطنون الجزائريون تفاقم المصاريف اليومية التي أثقلتهم جراء استفحال ظاهرة الغلاء من جهة وتكديس المؤونة خوفاً من الجوع أكثر من المرض نفسه من جهة أخرى وتوقف الأعمال الحرة من جهة ثالثة إذ يواجه رب العائلة المصاريف الهائلة التي جعلته يستسلم وأثقلت كاهله الضعيف فتوالت الأحداث والمناسبات بداية بظهور الوباء وفرض الحجر الصحي إلى المصاريف المخصصة لشهر رمضان الكريم الذي تزايد فيه الاستهلاك حيث صرفت العائلات الجزائرية أضعاف ما كانت تصرفه في الأيام العادية وهذه المصاريف التهمت أموال المواطنين خاصة محدودي الدخل والمتوقفين عن العمل وكان للمواطنين آراء حول الأوضاع التي تعيشها الجزائر والبشرية. عائلات تكتوي بنار المصاريف عمي السعدي أحد المتضررين من جائحة كورونا أغلق محله البسيط هو عجوز يحمل عينين تحكي قسوة السنين اللي قضاها في حياته لإعالة عائلته المتكونة من 9 أفراد كان لوجه هذا العجوز اللون البرونزي الذي غطى جسمه كذلك ولكن لم يحصل عليه من الحمامات الاستجمامية الصيفية إنما أهدته إياه الشمس لقاء عمله الكادح تحت أشعتها المحرقة فقد أفنى شبابه وعمره وهو يعمل بجد كي يؤمّن لقمة شريفة يقتات عليها أبنائه من بينهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يقول متأسفا: عيينا يا بنتي.. لا أعرف ماذا أفعل... لم أنقطع عن العمل طوال السنوات العشرين التي أمضيتها داخل الأسواق الأسبوعية... والآن مع الكورونا لا أستطيع تأمين إحتياجات عائلتي... رزقي كان يومياً والآن لا أملك دينارا... خصوصا في ظل المصاريف الزائدة للشهر الفضيل . عمي السعدي لم يكن سوى نموذجا مصغرا لمئات العائلات الجزائرية التي باتت تكتوي بنار المصاريف التي فرضتها عليهم جائحة كورونا ومما جعلهم يفقدون قوت يومهم. وتواجه الأسر صعوبة في تدبير متطلبات المنزل الأمر الذي دفع أصحاب الدخل المتوسط والمنعدم تقريبا إلى الاستغناء عن الكثير من الضروريات اللازمة. ويرى متتبعون أن الجهات الحكومية وعلى الرغم من معاناتها من أزمة مالية عليها أن تتخذ عدد من الإجراءات التي تساهم في دعم الأماكن المتضررة وللحفاظ على رزق الناس البسطاء منها الإعفاءات الضريبية وتخفيض رسوم التراخيص التي تحصل عليها من أصحاب الحرف والمهن.