يواصل مخبر دراسات الاتصال والإعلام بجامعة مستغانم، في إطار ما بات يُعرف ب»مدرسة مستغانم للإعلام»، تنظيم الملتقى العلمي الدولي لكرسي عبد الرحمن عزي، صاحب نظرية الحتمية القيمية في الإعلام، وهو الملتقى الذي يعود إلينا هذه السنة في طبعته السابعة، تحت عنوان «مركزية القيمة في المعالجة الإعلامية للأزمات»، باعتبار الإعلام سياف ذا حدّين، يخفف آثار الأزمة إن هو اقترن بالقيم، أو يفاقمها بالتهويل والتخويف. ينظم مخبر دراسات الاتصال والإعلام بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم يومي الثالث والرابع مارس المقبل، الملتقى العلمي الدولي السابع لكرسي عبد الرحمن عزي للتنظير الإعلامي، الذي يأتي هذه السنة تحت عنوان «مركزية القيمة في المعالجة الإعلامية للأزمات». ويرى المشرفون على الملتقى، وعلى رأسهم المسؤول عن الفعالية ومنسق الملتقى أ.د. العربي بوعمامة، أن التفكير في إشكالية مدى حضور القيمة في معالجة الأزمات إعلاميا يطرح «تركيبة معقدة من الأسئلة والقضايا، والمشكلات النظرية والمنهجية، التي تتعدّد بتعدّد مستوياتها وسياقاتها الاجتماعية وتموضعاتها التكنولوجية والاتصالية»، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن «الأزمات من الظواهر الأكثر حساسية ودقة نتيجة لتعاظم تبعاتها وغموض مسبباتها وتشابك ترتيباتها». وفي نفس الوقت، يمثل النسق الإعلامي بشكل خاص «بؤرة اهتمام المخيال الإعلامي عند حدوث الأزمات، خصوصا في ظلّ التطور التكنولوجي الحاصل على مستوى نظم الاتصال وتقاطعه مع مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية». وفي هذا السياق، يبرز موضوع القيم ليشكل «إطارا معرفيا ومعياريا متكاملا يؤطر واقع النسيج الاجتماعي ويضبط إحداثياته»، ويحيل الحديث عن القيمة في المجال التواصلي بشكل مباشر إلى «نظرية الحتمية القيمية في الإعلام»، التي تملك جهازا معرفيا «غنيا ومتنوعا يهدف إلى إعادة قراءة الواقع برؤى قيمية وأسس ابستمولوجية مستلهمة من المكون القيمي والاجتماعي والإنساني». بالمقابل، وتفرض الظروف الاستثنائية المرتبطة بطبيعة الأزمة، على الرسالة الإعلامية، أن تكون رديفا للقيمة التي «تحمل في طياتها غايات وأهداف من شأنها أن تعلي من قيمة الفرد والمجتمع»، فالإعلام انطلاقا مما يجب أن يكون هو «معادلة ثنائية تجمع بين الرسالة والقيمة». وتزداد أهمية ارتباط هذين المتغيرين في أوقات الأزمات التي تصيب المجتمعات، حيث يجد الفرد نفسه وسط كم هائل من المعلومات بين المصداقية وتضارب في الأخبار واتساع حجم الشائعات، وهنا، خلال هذه الأوقات الحرجة والحسّاسة، تظهر أهمية القيمة كمتغير مستقل في المعالجة الإعلامية والتغطية الصحفية، فالإعلام «قد يعمل على التخفيف من حدة الأزمة إذا اقترنت الرسالة الإعلامية بالقيمة، ويتحقّق التأثير الايجابي على المتلقي مما يساهم إسهاما قويا في مواجهة الأزمة»، وقد يحدث العكس بحيث يعمل الإعلام على «تفاقم الأزمة فيما لو ابتعد أو تنافى مع القيمة وبالتالي يكون التأثير السلبي على المتلقي، وما ينتج عنه من تهويل وتخويف». انطلاقا من كلّ ما سبق، يأتي هذا الملتقى ليحاول «تقصي المفاهيم المرتبطة بمعالجة الأزمات إعلاميا، وأصولها النظرية، والوقوف على المنظور القيمي للتفاعل مع الأزمات»، وذلك من خلال التركيز على مجموعة من المحاور: يتعلق المحور الأول «القيمة، الإعلام، الأزمة» بقراءة في هذه المفاهيم وتقاطعاتها، فيما يتطرق المحور الثاني إلى « البعد القيمي في معالجة الأزمات إعلاميا»، بينما يتصدّى المحور الثالث إلى مساءلة القيمة في الوسائط الإعلامية الجديدة أثناء الأزمات. ويبحث المحور الرابع في الملتقى في منهجية البحث القيمي الإعلامي في إدارة الأزمات إعلاميا، فيما يعالج المحور الخامس، من مقاربة قيمية، التغطية الإعلامية لوباء كورونا. أما المحور السادس والأخير، فيركز على دراسة حالات للتغطية الإعلامية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية من رؤية قيمية. ويرمي المنظمون إلى أن تجري فعاليات الملتقى حضوريا، بدليل عدم الإشارة إلى انعقادها عن بُعد بتقنية التحاضر المرئي، إلا أن ذلك يبقى مرهونا بتطورات الظروف الاستثنائية التي تفرضها الأزمة الصحية العالمية. للإشارة، يرأس البروفيسور عبد الرحمن عزي، صاحب «نظرية الحتمية القيمية في الإعلام»، اللجنة العلمية للملتقى، الذي يسعى إلى تطوير العمل البحثي في الوسط الجامعي، واستكمال بناء مدرسة متكاملة للتفكير والبحث أخذت تسمية مدرسة مستغانم للإعلام، وكذا تطوير محاور عمل