يعتبر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بولاية بجاية موعدا لإحياء العادات التي ورثها الخلف عن السلف والتي حرصوا على تطبيقها وممارستها لنقلها للأجيال الصاعدة، في جومن الفرحة والحماس يبقي هذا اليوم راسخا في الأذهان، لا سيما وانه يساهم في لم شمل أفراد العائلة الواحدة على مائدة «امنسي نيناير»، حيث شهدت العديد من الجمعيات المحلية بمختلف بلديات ولاية بجاية في التحضير لاستقبال السنة الجديدة من خلال تسطير برنامج ثري من خلال التمسك بالعادات والتقاليد التي تميز كل منطقة. السلطات المحلية برمجت احتفالات بهذه المناسبة على غرار بلدية بجاية ومديرية الثقافة التي خصصت أسبوعا كاملا لإحياء يناير الذي انطلق من 09 ويستمر إلى 15 جانفي الحالي، حيث إن البرنامج يتضمن العديد من النشاطات على غرار معرض حول عادات وتقاليد المنطقة من خلال إبراز معالم وتقاليد كل منطقة على مستوى الولاية من خلال المشاركة الواسعة للجمعيات الناشطة في الميدان، حيث أن هذه النشاطات يتم تنظيمهما على مستوى القصبة التي تعتبر من بين المعالم التي تتميز بها عاصمة الحماديين.. بمشاركة عدد من والوفود الذين قدموا من عدة ولايات خاصة المجاورة على غرار تيزي وزو، البويرة وغيرها، لإبراز التنوع الثقافي والتراثي الوطني من خلال المنتجات الحرفية والمهن التقليدية وفن الطبخ والزي التقليدي، وكذا المنتجات المحلية التي تعكس سرّ اتقان أنامل هؤلاء للحفاظ عن إرث الأجداد. كما كانت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لمدينة بجاية هي الأخرى فضاء لاحتضان معرض للكتاب وسلسلة من المحاضرات العلمية التي ينشطها كتاب وباحثين حول يناير وما يمثله في تاريخ الإنسانية والأمازيغية على غرار الكاتب والباحث براهيم تزاغارث والكاتبة الأستاذة والباحثة السيدة موساوي، إضافة إلى ورشات مسابقات خاصة للأطفال في كل من الكتابة الأمازيغية والرسم. ...»لوزيعة» أو» تيمشراط» فرصة للتضامن والتراحم اجتمع سكان عدة قرى بولاية بجاية، وكلهم عزم على تنظيم «لوزيعة» التي تعتبر عادة حميدة لتجمع شمل الأهل خلال اليوم الكبير، وقد تم بالمناسبة نحر ثيران التي عادة ما يتصدّق بها أبناء المنطقة من ميسوري الحال، في حين تذهب مناطق أخرى إلى اقتنائها من المال الذي يتمّ جمعه من تبرعات المحسنين، والتي وزعت لحومها على العائلات، بمن فيهم القاطنين خارج المنطقة الذي لم يفوتوا فرصة اللقاء الحميمي مع إخوانهم وأصدقائهم، وهذا الحدث المتجذر بين السكان منذ مدة قد عرف في فترة معينة انقطاعات، لكن وبرغبة عقلاء القرى والمحسنين بذات العادات والتقاليد تعيد نفسها وتظهر من جديد إلى الوجود، ما يحول بذلك المنطقة من خلال غرس مبادئ الأخوة والمحبة بين أبناء المنطقة الواحدة، كما أن عملية أمس كان قد بدأ الاستعداد لها منذ عدة أيام من خلال جمع ما تيسر من المال من طرف المتبرعين والمحسنين، وما يميز «الوزيعة»، أو كما تسمى «تيمشراط» هواستفادة جميع السكان من حصصهم من اللحم دون تميز بين الغني والفقير، على أمل إعادة إحياء هذه العادة النبيلة من خلال تعميمها على باقي مناطق الولاية.