البحوث العلمية متوفّرة ومتنوّعة لكنّها لا تحظى بالتّرويج يتوقّع الباحث نصر الدين بوحساين الذي يشغل نائبا لمدير جامعة البليدة 2، أن يشهد الموسم الجامعي الحالي والذي يليه، بحوثا حول آثار وتبعات فيروس «كوفيد-19» في شتى المجالات لاسيما الاقتصادية والاجتماعية. صرّح بوحساين ل «الشعب» قائلا: «نتوقّع أن تكون هناك بحوث حول آثار الوباء وتبعاته، وأعطينا توصيات وتعليمات للزملاء لنحثّهم على البحث في مجال الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الصحية العالمية، وننتظر خلال الموسم الجامعي الحالي والذي يليه تسجيل بحوث أومشاريع بحثية في المنصة الرقمية المخصصة لها، تضم مواضيع ذي صلة بمخلفات الوباء». وأضاف بالقول: «اختيار المواضيع والمبادرة بها تعود للباحثين بعد عملية المعاينة والتحري في مشكلات علمية، لكن أتوقع ان يهتم الكثير من الباحثين بجملة آثار الوباء سواء تعلق بالسلوكيات، الجانب التربوي والتعاملات، والمجلس العلمي سينظر فيها بعد إخضاعها للخبرة». ومعلوم أنّ المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي الذي يعتبر هيئة استشارية لرئيس الجمهورية، يعمل على تشخيص الوضع الذي تعيشه الجزائر، ومن ثمة يمكن وضع سياسة محكمة لتحقيق الإنعاش الاقتصادي للشركات التي أفلست أوتواجه الإفلاس، وتحسين الوضع الاجتماعي برفع القدرة الشرائية للمواطن والتقليص من البطالة. ولأجل إيجاد الحلول المناسبة يقول بوحساين: «البحوث العلمية متوفرة ومتنوعة لكنها لا تحظى بترويج كافي لتصل لأصحاب القرار لأخذ الاجتهاد منها..لابد أن تكون هناك علاقة وطيدة بين البحث الأكاديمي والوسط الاجتماعي والسياسي ليصبح ما يصدر من الجامعة بمثابة قوة اقتراح، فما يناقش في الجامعة له علاقة وطيدة بما نعيشه». وفي نفس السياق، كشف بوحساين بأن مصالحه سجلت العديد من مشاريع البحث التي يتكفل بها طلبة الدكتوراه، ذي صلة بمواضيع من شأنها أن تسهم في تجسيد سياسة الدولة الجديدة، كالرهان على الرقمنة في تطوير الإدارة والاقتصاد، ودعم مناطق الظل. وخلال سنة 2020 سجلت مديرية البحث بجامعة العفرون 29 مشروع ستقوم به فرق البحث أي طلبة الدكتوراه، ومن بين هذه المشاريع العلمية، اسهام الابتكار الرقمي في تفعيل النشاطات التسويقية، الاستثمار في الطاقات المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة، تشجيع الاستثمار الية لتحقيق التنويع الاقتصادي، دور التعليم المقاولاتي، آليات تطوير السياحة. وفي ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية، تمّ تسجيل مشاريع بحث مهمة أيضا، أبرزها الاعتداء على الأصول في الجزائر، حوادث المرور، فعالية البرنامج المقترح للتربية الصحية للوقاية من تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي، مع العلم أن مجالات البحث لصيقة باهتمامات المجتمع والمشكلات التي يعاني منها. وتضم جامعة لونيسي علي 18 مخبرا للبحث أيضا، على غرار مخبر التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي كان يرأسه من قبل الوزير الحالي للتجارة كمال رزيق، ومخبر القياس والدراسات النفسية الذي يرأسه البروفيسور بوسالم عبد العزيز، والذي اقترح مؤخرا مشروع يهتم بتأثير البيئة التعليمية في مناطق الظل على التسرب والرسوب المدرسيين وانخراط الأطفال في سلوكيات المخاطرة الصحية والاجتماعية. وتضاف إلى فرق البحث ومخابر البحث مجلات علمية ينشر فيها الباحثون في جامعة البليدة 2 النتائج العلمية التي يصلون اليها بعد القيام بالدراسات، وفي هذا الصدد يقول بوحساين: «لدينا 3 مجلات مصنفة و17 منها معتمدة ومنها لم تعتمد بعد اعتمدت..لدينا مجلة التنمية الاقتصادية، مجلة المدونة التابعة لمخبر الدراسات الأدبية والنقدية ومجلة الصوتيات التابعة لمخبر اللغة العربية، ونطمح هذا الموسم لاعتماد مجلة في الحقوق».