في تجربة جديدة ومختلفة يقدّم الدكتور حمزة قريرة، أستاذ بقسم اللّغة العربية وآدابها بجامعة قاصدي مرباح روايته الجديدة الزنزانة رقم 6، وهي رواية تفاعلية، كانت نتاج مدونة الأدب والفن التفاعلي، أطلقها منذ 3 سنوات. الشعب: الزنزانة رقم 6، تجربة خاصّة بالنسبة للدكتور حمزة قريرة، كيف تصفها؟ حمزة قريرة: تعتبر رواية «الزنزانة رقم 06» تجربة مختلفة، فأصلها رواية تفاعلية معروضة في مدونة الأدب والفن التفاعلي عبر الرابط : https://www.litartint.com، منذ 2018، وقد وضعتُ نواتها الأولى المشكّلة من بضع فصول، ثم تركت الأمر مفتوحا لي وللمتلقين للإضافة، رغم أن التفاعل كان بسيطا، إلا أنه قدّم مؤشرات مهمة نحو بداية فعلية لهذا النمط الكتابي، الذي يمنح فرصة للمتلقي للإضافة والتعديل في مسارات السرد، بحسب مرجعيّته ورؤاه المختلفة. بعد ثلاث سنوات من التجربة، أردت تثبيت العمل في وجه من وجوهه الكثيرة ونشره ورقيا مع ملحق نقدي وهو عبارة عن دراسة نقدية حول الرواية التفاعلية نظريا وتطبيقيا، لأقرّب مفهوم هذا النمط الكتابي من الجمهور العربي، كما طرحت كيفيات القراءة والتفاعل. ونبّهت المتلقي أن ما يقرأه في النسخة الورقية، ليس رواية تفاعلية، بل هو وجه من وجوهها فقط، لكون الرواية التفاعلية تشترط الوسيط الرقمي وتعدّد الوسائط وإمكانات التفاعل الإيجابي من طرف المتلقي. والهدف من نشر هذه الرواية ورقيا هو تقديمها للمتلقي العربي وتقريبها منه لتكون وسيطا للدخول في التجربة الحقيقية عبر الموقع والتفاعل الإيجابي الفعّال. تم نشر الرواية من طرف دار «عناوين Books»، وهو معروض ورقيا ورقميا عبر منصّات عالمية كثيرة كأمازون وغيرها. كما سيلاحظ المتلقي توظيف عدد من التقنيات الرقمية في النسخة الورقية أيضا كشفرة QR لقراءة بعض الوسائط والإحالات. هذا الإصدار من بين مشاريع عديدة تعملون عليها، ما الذي تطمحون إلى تجسيده بعده؟ مدونة الأدب والفن التفاعلي تحمل العديد من التجارب في الرواية والمسرح والشعر والمقامة والفيلم، وكلّها أنوية نصيّة قمت بتأليفها وعرضها على الجمهور. حاليا سأحاول تكرار تجربة طباعة عمل تفاعلي وهو قصة «العقرب» والعمل موجّه للأطفال، وهو منشور تفاعليا في المدونة. كما أحضّر لرواية «باص الجامعة» وعدد من الأعمال الأخرى. مدوّنة الأدب التفاعلي كانت دافعا من أجل إصدار أوّل رواية تفاعلية لك، حدّثنا عن المدونة وعن أهمية المدونات في تطوير الأدب العربي؟ من خلال تجربتي في المدونة أرى أن المنصّات التفاعلية مهمة في نشر الأدب وتداوله وهو أمر يصعب تحقيقه مع الورق في ظل العزوف عن القراءة من جهة وصعوبة وصول الكتب من جهة أخرى، بينما تعد المنصات أمرا يسيرا مع توفر أجهزة المحمول وشبكة الإنترنيت، وتعد بذلك فرصة حقيقية للمبدعين من أجل الوصول لأكبر شريحة ممكنة واستقطاب الطاقات الإبداعية خصوصا من الشباب. بالنسبة لمدونتي وصلت إلى أكثر من تسعين ألف قراءة لأعمالي من أكثر من عشرين دولة في العالم مع إمكانية ترجمة المدونة لكل اللّغات، وهذه الإحصاءات والتقنيات وفّرتها لنا المنصّة التي نعرض من خلالها الأعمال الإبداعية، وهو أمر مهم للمبدع حتى يتعرّف أكثر على جمهوره وميوله ولغته وغيرها من المعلومات التي توجّه اللاحق في العمل الإبداعي. أخيرا أتمنى أن يتفاعل الجمهور مع الأدب والفن التفاعلي ويعي جيّدا أن مستقبل الأدب مرهون بالتقنية، وعلى المبدعين اقتحام المجال كي لا يفرضه عليهم الزمن بعد فوات الأوان، مما قد يؤثر على العملية الإبداعية وجمالية النصوص، لو سار في درب التقنية من لا حظ له في الإبداع.