يعول لاقتصاد الوطني في مقاربته الجديدة كثيرا على الاستثمار في المجال المنجمي، ما جعل السلطات العمومية تستحدث وزارة خاصة، تعنى بتطوير قطاع المناجم وبعث الأنشطة المتعلقة ببرامج البحث المنجمي وتوسيع القاعدة المنجمية للبلاد بغية الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية والموارد المعدنية في إطار تنويع الاقتصاد الوطني، ما يسمح بتقليص فاتورة الواردات والتوجه إلى تصدير الفائض من الإنتاج. صرّح وزير المناجم محمد عرقاب، أن وزارته تعمل منذ استحداثها على توفير كل الآليات القانونية والعملية من أجل إشراك فئة الشباب في عملية الإنعاش الاقتصادي، إذ يقوم قطاع المناجم بدور محوري، لاسيما في مجال التنقيب الحرفي عن الذهب في ولايات الجنوب، الذي أصبح نشاطا مدرا للربح بالنسبة لشباب هذه المناطق، سمح بخلق مناصب شغل وامتصاص البطالة إلى حد بعيد، من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة تنشط في مجال التنقيب عن الذهب. كشف محمد عرقاب أن عملية الاستغلال الحرفي للذهب خضعت لعدة مراحل: أولها مرحلة التقنين من خلال إصدار مرسوم وزاري يحدد كيفية التعامل مع هذه العملية من الناحيتين القانونية والعملية، وكذا من جانب الحفاظ على البيئة، ثم التطرق إلى مرحلة إنشاء مؤسسات مصغرة تسيرها طاقات شبانية. أما المرحلة الثالثة، يضيف المتحدث، فتتمثل في تحديد المحيطات أو المكامن أو المربعات المخصصة للاستغلال الحرفي للذهب، فالمرحلة الرابعة وتتعلق بإنشاء مصارف الذهب لكل من ولايتي إيليزي وتمنراست، من طرف مجمع مناجم الجزائر. تحدث الوزير عن إنشاء المساحات المخصصة للتنقيب عن الذهب، حددت في المرحلة الأولى ب178 هكتار، ولا تزال اجتهادات الخبراء في هذا المجال متواصلة من أجل استكشاف مكامن أخرى مؤهلة لعملية التنقيب، حيث بلغ عددها 29 مربعا في ولاية تمنراست و128 في ولاية إيليزي ليصل عددها الإجمالي إلى 230 محيط للاستغلال المنجمي، حيث تنشط في كل محيط مؤسسة مصغرة تسير على أقل تقدير من 9 أفراد، يشغّلون بدورهم مجموعة من الشباب ينشطون في مجال التنقيب الحرفي عن الذهب. وعن هذه العملية، يوضح الوزير أنها تتمثل في جمع الأحجار التي تحتوي على تركيز الذهب، حيث يتم التنقيب على عمق 05 أمتار وهو ما تم التصريح به في دفتر الأعباء في المساحة المحددة بين 04 و150 هكتار حسب تراكيز الذهب الموجودة في المحيط، تليها عملية تجميع خام الذهب من المحيطات ونقله إلى مصرف الذهب المتواجد بتمنراست أو قاعدة امسمسا المتواجدة على بعد 450 كلم جنوب تمنراست وكذلك إلى مصرف الذهب الموجود في جانت ومصرف آخر موجود في برج الحواس. ويضيف الوزير، أن الأحجار التي تحتوي على تراكيز الذهب التي تم تجميعها بالمنصات، أين يتم تكسيرها وتحويلها إلى غبرة الذهب من خلال عملية تحويلية. وعلى أساس تركيز الذهب في هذا الخام، يتم تقييم القيمة المالية المستحقة لكل مؤسسة مصغرة ويكون الدفع غالبا أسبوعيا، ما يمكن مسيري المؤسسة من تغطية تكاليف وأعباء تسيير هذه الأخيرة.