تفصل شباب بلوزداد ومولودية الجزائر خطوة واحدة عن بلوغ ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، حيث سيواجهان في الجولة الأخيرة والحاسمة كلا من صان داونز الجنوب إفريقي والترجي التونسي والعامل المشترك بالنسبة للفريقين أن منافساهما في الجولة الأخيرة ضمنا تأهلهما إلى الدور المقبل وهو ما قد يسهل المأمورية لتحقيق الغاية المنتظرة وهي التأهل. يحل شباب بلوزداد غدا الجمعة ضيفا على صان داونز الجنوب إفريقي في مباراة يسعى من خلالها الشباب إلى تحقيق نتيجة إيجابية من أجل التأهل إلى ربع النهائي في إنجاز سيكون غير مسبوق، بحكم أن الفريق لم يسبق له تجاوز دور المجموعات من قبل لكن الأمر قد يحدث غدا. مواجهة صان داونز تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لشباب بلوزداد، حيث يحتاج إلى التعادل على الأقل من أجل ضمان التأهل مباشرة أو الفوز لكن الخسارة أيضا قد تسمح له بالتأهل في حال خسر منافسه السوداني الهلال الذي يحل ضيفا على مازمبي الكونغولي الذي غادر المنافسة بصفة رسمية. تحضيرات شباب بلوزداد لمواجهة صان داونز جرت في ظروف جيدة، رغم أن الفريق يفتقد لحدّ الآن إلى مدرب رئيسي يقود التشكيلة بعد إقالة الفرنسي دوما ينتظر أن يكون المدرب المقبل للفريق حاضرا بعد مباراة صان داونز وهو ما يجعل اللاعبين أمام محكّ حقيقي لإظهار معدنهم الخاص. غياب مدرب رئيسي غياب مدرب رئيسي قد يكون له أثر سلبي، ولكن قد يؤثر أيضا من الناحية الإيجابية من خلال تحرير اللاعبين من الناحية النفسية ويزيل الضغوطات المتواجدة على كاهلهم ويرفع من درجة المسؤولية لديهم خلال المباراة، مما يجعلهم يظهرون بشكل أفضل ويحقّقون الهدف المرجو من المباراة. من العوامل الإيجابية التي وجب التذكير بها هو عودة صانع الألعاب أمير سعيود الذي غاب لفترة عن الملاعب بسبب الإصابة التي تعرض لها، مما أثر سلبا على مستوى الفريق من الناحية الفنية، خاصة أن التعداد الحالي للشباب يفتقد إلى لاعب من مستوى سعيود، لكن الأمور تغيّرت نحو الأحسن بعد أن شفي من الإصابة وعاد إلى الملاعب. عودة سعيود عودة سعيود كانت فأل خير على الفريق الذي حقّق الإنتصار خلال مواجهة الجولة الماضية أمام مازمبي وهو الإنتصار الذي سمح للفريق بالعودة من جديد إلى واجهة المنافسة وتعزيز حظوظه في التأهل إلى ربع النهائي، حيث لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يقوم به سعيود مع الفريق. تحسن أداء لاعبين آخرين مع الفريق خلال المباريات الماضية كان له أثر إيجابي على النتائج ونخص بالذكر هنا الحارس موساوي الذي كان مؤثرا بنسبة كبيرة، خاصة خلال مواجهة مازمبي الكونغولي في الجولة الماضية أين تصدى لبعض الفرص الخطيرة التي لو تمّ تسجيلها لكان لها أثر سلبي على الفريق. البحث عن نقطة من جهة أخرى، يحل مولودية الجزائر ضيفا على الترجي التونسي في مباراة يسعى من خلالها الفريق إلى البحث عن نقطة التعادل التي تكفيه من أجل التأهل إلى ربع النهائي ومواصلة المغامرة القارية، إلا أن المأمورية لن تكون سهلة بحكم أن المنافس هو الآخر يريد إختتام المشوار في دور المجموعات بأفضل طريقة ممكنة. عرفت نتائج مولودية الجزائر تذبذبا كبيرا خلال الفترة الماضية وبدأ هذا الأمر خصوصا بعد إقالة المدرب نغيز حيث لم ينجح بديله عمراني في تحقيق الوثبة البسيكولوجية اللازمة وهو الأمر الذي دفعه إلى المغادرة بعد هزيمة الفريق أمام الزمالك المصري في الجولة الماضية، حيث ستكون مواجهة بعد غد السبت أمام الترجي هي الأخيرة له على رأس العارضة الفنية. رغم أن مولودية الجزائر عاد إلى الواجهة في المنافسة القارية بعد الفوز المحقق ذهابا وإيابا على حساب تونغيث السنغالي، لكن الفريق لم يستثمر فرصة إستقباله للزمالك المصري من أجل تحقيق الفوز أو التعادل على الأقل الذي كان سيمنحه التأشيرة الثانية لبلوغ ربع النهائي. الترجي ضمن التأهل الترجي التونسي ضمن تأهله رسميا إلى ربع النهائي ونتيجة مواجهة المولودية لن تؤثر على مشواره في المنافسة القارية، وهو الأمر الذي قد يدفع المدرب إلى تغيير بعض اللاعبين ومنح الفرصة لعناصر جديدة من أجل الحفاظ على ركائز الفريق ليكونوا جاهزين تحسبا لدور ربع النهائي. إعفاء العديد من نجوم الترجي من مواجهة المولودية قد يخدم الفريق بحكم أن قوة المنافس ستتراجع كثيرا، مما يجعل الفريق قادرا على تحقيق الغاية المبتغاة من المباراة وهي الحصول على نقطة تضمن التأهل إلى الدور المقبل، حيث يتوجّب على الفريق الظهور بشكل أفضل مما ظهر عليه خلال مواجهة الزمالك. المدرب عمراني أمام حتمية مواصلة المشوار مع الفريق إلى غاية مواجهة الترجي التي ستكون الأخيرة له وهو ما يجعله مطالبا بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها الفريق خلال مواجهة الزمالك وضيعت عليه فرصة تحقيق الغاية من المباراة مما يجعل الضغط عليه كبيرا خلال مواجهة الجولة الأخيرة. من الناحية الهجومية مولودية الجزائر مطالب بالإنتفاضة أمام الترجي، خاصة أن الإنتظار في الخلف والركون إلى الدفاع قد يكون له أثر عكسي على الفريق و هو ما قد ينجر عنه حدوث ما لا يحمد عقباه، مما يجعل هجوم الفريق أمام حتمية الظهور بشكل جيد أمام الترجي وإستغلال الغيابات التي ستعرفها تشكيلة المنافس خاصة في الجانب الدفاعي. إجراء المباراة بدون حضور الجمهور عامل آخر في صالح مولودية الجزائر، خاصة أن تواجد الجماهير قد يكون له أثر سلبي على الفريق ويزيد الضغط على اللاعبين.