دخلت الأندية الجزائرية المنافسة القارية بقوة، حيث حقّقت في جلّها نتائج إيجابية خلال الجولة الأولى في إنتظار التأكيد خلال الجولة الثانية، ورغم أن كل الترشيحات للتتويج بالألقاب القارية للأندية تصب لصالح الأندية المصرية والمغربية وبدرجة أقل التونسية، إلا أن النتائج المحققة من طرف الأندية الجزائرية قد يجعلها تدخل حلبة الترشيحات. حقّق ممثّلو الكرة الجزائرية في البطولات الإفريقية نتائج مميّزة، حيث استطاع شباب بلوزداد العودة بنقطة من أمام مازمبي الكونغولي، فيما فرض مولودية الجزائر التعادل وعاد هو الآخر بنقطة من القاهرة بعد مواجهة وصيف بطل إفريقيا نادي الزمالك، أما في منافسة كأس «الكاف» فحقّق وفاق سطيف الإنتصار في غانا أمام أشانتي كوتوكو بهدفين لهدف، فيما عاد «الكناري» بأخف الأضرار خلال مواجهة الملعب المالي. صنعت النتائج المحقّقة الجدل حول مدى قدرة الأندية الجزائرية على الذهاب بعيدا في المنافسات القارية والإرتقاء إلى مستوى المنافسة على اللقب أم أن الأمر مجرد حالة عابرة، وسرعان ما تعود الأمور لنصابها لصالح الأندية المصرية والتونسية في الجولات المقبلة بما أنها الأكثر ترشيحا. الأكيد أنّ مولودية الجزائر وشباب بلوزداد أظهرا مستوى بطوليا واستماتة كبيرة خلال مواجهة الزمالك ومازمبي، حيث إستطاع مولودية الجزائر الوقوف أمام هجمات الزمالك ونفس الأمر قام به شباب بلوزداد، الذي أحرج مازمبي على ملعبه وأمام البعض من جماهيره، وكاد يخطف الفوز لولا سوء الحظ أو التسرع. التأكيد أمام الترجي وصانداونز ستكون الجولة الثانية من دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا مهمة للغاية لأن النتيجة المحققة في الجولة الأولى لن يكون لها أي أهمية بالنسبة للمولودية والشباب في حال لم يفوزا على الترجي وصانداونز الجنوب إفريقي، خاصة أن المنافسة ستكون أكثر إثارة وتشويق في الجولات المقبلة. ظهر مولودية الجزائر صلبا من الناحية الدفاعية أمام الزمالك المصري، إلا أنه لم يظهر كامل قواه الهجومية خلال تلك المباراة لكن الأمور ستكون مختلفة خلال مواجهة الترجي، حيث سيكون مطالبا بالهجوم والتسجيل من أجل الفوز لأن التعادل لن يخدمه بحكم أن المنافس فاز في الجولة الأولى أمام ممثل الكرة السنغالية. المدرب عمراني أعطى تلميحات أن الفريق سيهاجم خلال مباراة الترجي، حيث قال أن الفريق سيظهر بمستوى مختلف تماما عن المستوى الذي قدمه أمام فريق الترجي الذي سيأتي من أجل العودة بنقطة على الأقل من أجل الحفاظ على صدارته للمجموعة، خاصة أن الزمالك سيحل ضيفا على ممثل الكرة السنغالية. لن يكون التأهل إلى الدور المقبل بالأمر السهل، ويجب تحقيق الإنتصار خلال المواجهات الثلاث التي ستجري داخل الديار أمام الترجي والزمالك، إضافة إلى ممثل الكرة السنغالية والبحث عن نقطة أو إثنين من التنقل خارج الديار. من جهته، استطاع شباب بلوزداد تحقيق الأهم خلال مواجهة مازمبي، وعاد بنقطة ثمينة لن يكون لها أهمية في حال لم يستطع الفوز على ممثل الكرة الجنوب إفريقية ماميلودي صان داونز، حيث يعد الفوز على هذا الأخير أكثر من ضروري من أجل مواصلة المغامرة الناجحة. ظهر شباب بلوزداد بمستوى فني مميز خلال مواجهة مازمبي، ولعب بتوازن كبير من الناحيتين الدفاعية والهجومية مع تألق لافت وواضح لصانع الألعاب أمير سعيود، وسيكون عليه الظهور بنفس المستوى خلال مواجهة صان داونز من أجل تحقيق الفوز وتصدر المجموعة. حظوظ شباب بلوزداد كبيرة في حال إستطاع تحقيق الإنتصار خلال المواجهات الثلاث داخل الديار أمام مازمبي وصانداونز، إضافة إلى فريق الهلال السوداني الذي إنهزم في جنوب إفريقيا والبحث عن نقطة أو اثنين من التنقلات المتبقية للفريق إلى السودان وجنوب إفريقيا. الوفاق والشبيبة على مشارف التأهل عرفت مباريات الذهاب لمنافسة كأس «الكاف» تألق وفاق سطيف الذي حقق الإنتصار على ضيفه الغاني أشانتي كوتوكو، وهو الإنتصار الذي ضاعف كثيرا من حظوظه في التأهل إلى الدور المقبل، خاصة أنه سيلعب مباراة العودة على أرضه وهو ما يجعله مطالبا بتسييرها بذكاء. وكان التقني التونسي نبيل الكوكي قد أكّد قبل السفر أن التأهل سيلعب في غانا ويبدو أنه كان على حق، حيث حقق الفريق الأهم ووضع قدما في الدور المقبل بفضل الفوز المهم الذي حققه هناك لكن عليه التأكيد خلال مواجهة العودة من خلال البحث عن الإنتصار وعدم التفكير في نتيجة الذهاب. تألق الوفاق محليا ظهر أيضا على المستوى القاري، وهو ما يؤكد نجاعة العمل الذي يقوم به المدرب التونسي نبيل الكوكي، الذي إستطاع إعادة هيبة الفريق وقيادته لتحقيق نتائج لم تكن منتظرة كما أن لمسته ظهرت على طريقة اللعب التي أصبحت أكثر إمتاعا خاصة من الناحية الهجومية. من جهته عاد شبيبة القبائل بأخف الأضرار خلال تنقله إلى مالي لمواجهة نادي الملعب المالي، الذي فاز عليه بهدفين لهدف ورغم الهزيمة، إلا أن أشبال المدرب لافان حافظوا على حظوظهم كاملة في التأهل إلى الدور المقبل، حيث يكفيهم الفوز بهدف وحيد خلال مواجهة العودة للتأهل. الهدف الذي سجله الفريق خارج الديار سيكون له دور كبير في تحقيق التأهل إلى الدور المقبل، خاصة أن الفريق سيكون مطالبا بالفوز بهدف وحيد فقط خلال مواجهة العودة بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو من أجل العبور إلى الدور المقبل من منافسة كأس «الكاف» التي يطمح فيها الفريق لبلوغ مراحل متقدمة. ينتظر المدرب لافان عملا كبيرا من الناحية الهجومية، خاصة أن الفريق مطالب خلال مواجهة العودة بتسجيل الأهداف من أجل التأهل بجدارة وإستحقاق إلى الدور المقبل، وهو ما يجعل على عاتق الهجوم القيام بعمل إضافي من أجل العبور بالفريق من إختبار الملعب المالي الصعب. بنسبة كبيرة ستكون الجزائر ممثلة بفريقين في الدور المقبل لمنافسة كأس «الكاف»، خاصة أن حظوظ أشانتي كوتوكو الغاني والملعب المالي ضئيلة في تحقيق نتائج إيجابية خلال مواجهتي العودة أمام وفاق سطيف وشبيبة القبائل، حيث يمتلك هذين الأخيرين أفضلية كبيرة لمواصلة المغامرة في المنافسة القارية.