ظهرت مؤخرا، عدّة سلالات متحورة من الفيروس الأصلي تبدو أنها أكثر خطورة وقدرة على الانتشار، الأمر الذي دفع الأطباء إلى المطالبة بتوسيع التحقيقات الوبائية لمحاصرة الفيروسات ومنع تفشيها أكثر، خاصة وأنّ السلالات تختلف حسب الوضع المحلي لكل منطقة، هذا ما أثبتته التقارير الأخيرة عن المتحور الهندي في الجزائر. أكد مسؤول التنسيق بمصلحة كوفيد 19بمستشفى باب الواد الدكتور كريم سعدي، أمس، في تصريح ل «الشعب»، أنّ الدراسات الأخيرة أكدت أن المتحور البريطاني أشد عدوى بنسبة 70 بالمائة، إلا أن المتحورات الأخرى أكثر قابلية للانتقال بمرتين ونصف، غير أن الفيروس الهندي يملك خاصية جعلته أكثر قابلية للانتشار، الأمر الذي يستوجب توسيع دائرة التحقيقات الوبائية لتشمل الفروع ذات علاقة بالأشخاص المصابين لمحاصرة الوباء. أوضح الدكتور، في ذات السباق، أن مصلحة الطب الوقائي والأمراض المعدية تقوم بعمل جبار، منذ بداية الجائحة للبحث عن البؤر وتطويقها، غير أنه مع ظهور السلالات المتحورة في الجزائر أصبح من الضروري توسيع التحقيقات الوبائية وحجر الأشخاص الذين كانوا في علاقة حتى وإن كانت بعيدة عن الشخص المصاب لمدة 10ايام، لكسر سلسلة العدوى. وأضاف الدكتور سعدي، أن الأسابيع القادمة ستخبرنا إن كانت السلالة الجديدة تندرج في فئة المتحورات المثيرة للقلق الشديد أم لا، غير أن المؤكد أن المتحور ليس كلي، أي ليس بنسبة 100 بالمئة، لديه بعض خصائص السلالة الهندية، هذا ما أكدته التقارير الأخيرة ويجب أن يعتمد في التحقيقات الوبائية التي تجرى على السلالات المتحورة في الجزائر. وبخصوص تقليص «كوطة» الجزائر من اللقاحات بسبب التسابق العالمي، قال المتحدث إن السلطات أعطت تعليمات صارمة للإسراع في إنتاج لقاح سبوتنيك الجزائري الذي من المفروض أن يدخل السوق، سبتمبر المقبل، هذا المشروع بإمكانه تحقيق قفزة في مجال التطعيم ضد كوفيد 19، خاصة بعد الوتيرة البطيئة التي عرفتها العملية في الأشهر الأخيرة، مشيرا أن الإنجاز ليس بالجديد على الجزائر كونها معتادة على إنتاج اللقاحات، ينقصها الطريقة والإمكانيات. وقال إنّ التطعيم ليس الحل السريع في الوقت الراهن، بل التدابير الاحترازية وتطبيق قواعد الوقاية الثلاث المتعلقة بالكمامة، التباعد الجسدي، وغسل اليدين الحل الأنجع للحماية من الكوفيد الكلاسيكي وحتى المتحورات التي تمتاز بخاصية انتشار سريعة، على اعتبار أن اللقاح يضمن الفعالية بعد شهر أو شهر لأنه يستعمل على جرعتين بفارق 21 يوما. وأكد الدكتور، أن التخلي عن الإجراءات الاحترازية، خلال الأسابيع الأخيرة، تسبب في ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس مع ارتفاع في عدد السلالات المتحورة البريطانية والنيجيرية وحتى الهندية، الأمر الذي يستلزم التحلي باليقظة باعتبار أن الفيروس لازال منتشرا، وأن تراخي المواطنين يثير القلق. وطالب الأستاذ كريم سعدي، بتشديد إجراءات الحجر الصحي، خاصة في الأسبوع الأخير من رمضان وعيد الفطر الذي يشهد تنقل المواطنين لمعايدة عائلاتهم، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على الوضع الصحي في البلاد، داعيا إلى تشديد الإجراءات في هذه الفترة لوقف انتشار الفيروسات المتحورة.