أكد الخبير الجزائري المختص في علم الفيروسات بمستشفى ليون بفرنسا، وخبير منظمة الصحة العالمية الدكتور يحيى مكي، أن الوضع الوبائي في الجزائر مقلق جدا، ويستدعي دق ناقوس الخطر بعد إعلان معهد باستور عن 6 حالات إصابة بالسلالة الهندية لفيروس كورونا، مشددا على فتح تحقيق وبائي عاجل ودقيق حول مصدر ظهور السلالات المتحورة قبل فوات الأوان. وقال الدكتور مكي الذي هو أيضا رئيس قسم الفيروسات التنفسية والسرطانية في المعهد الطبي الفرنسي بمدينة ليون، ومستشار وزارة الصحة الفرنسية في تصريح ل "الخبر"، أن " الفيروس ليس له حدود، فهو ينتقل بوجود حامله، ما يفسر حسبه ظهور السلالات المتحورة بالجزائر رغم غلق الحدود البرية والجوية ". ولم يستبعد الخبير الجزائري، عدة فرضيات في ظهور السلالات المتحورة بالجزائر " البريطانية، والنيجيرية والهندية "، في انتظار ما سيكشف عنه التحقيق الوبائي" الفوري" حول السلالات المتحوّرة لفيروس كورونا في الجزائر، والذي كان قد أمر بفتحه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون بحر الأسبوع الماضي خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء. وتتمثل هذه الفرضيات حسب الدكتور مكي، في تنقلات مسؤولين سياسيين أو دبلوماسيين أو رجال أعمال أجانب للبلاد، إضافة إلى الوافدين من جنوب إفريقيا عبر بوابة الجنوب تمنراست، ومسألة المبادلات التجارية الجوية والبحرية. ولفت الدكتور مكي إلى أن " السلالة الهندية أخطر ما يهدد الجزائر، فسرعة انتشارها تفوق 40 مرة النسخة القديمة، وأسوأ مضاعفاتها التهاب الرئتين وتدميرهما ". والسلالة الهندية الجديدة بي 1617" (B1617)، هي نسخة من الفيروس، تضم مجموعة من الطفرات، ما يعني أن كل سلالة متحورة تضم مجموعة من الطفرات، والطفرة هي تغيّر في ترتيب المادة الوراثية في الفيروس. وبعض هذه الطفرات قد لا تترك أثرا في الفيروس، لكن بعضها قد يؤثر في قدرته على الانتقال والعدوى. وتابع خبير الفيروسات بخصوص فعالية اللقاحات في مكافحة النسخ الجديدة، لاسيما السلالة الهندية قائلا، " النسخة الهندية من فيروس كورونا، ظهرت فيها تحوّرات على المستوى الجيني ما يستعصي على الأجسام المضادة واللقاحات التصدي لها، كما أنها أكثر انتشارا من متحورات 2020 "، مشيرا إلى أن "اللقاحات نجحت مع النسخة البريطانية، لأن التحوّرات بها كانت طفيفة، على عكس النسخة الهندية التي تحوّرت بصورة كبيرة ". لكن الدكتور أكد أن " اللقاحات بصورة عامة قد لا تحمي من الإصابة بالفيروس، لكنها تمنع حالات المرض الشديدة، لأن الأجسام المضادة الموجودة في اللقاحات قادرة على محاربة الفيروس حتى وإن حدثت له طفرات ". كما أشار إلى أن المخابر العالمية تعمل حاليًا على إدخال هذه الطفرات الجديدة في اللقاحات التي تنتجها كما حدث مع النسخة البريطانية من الفيروس، مشيًرا إلى أن الحصانة تأتي عندما يتم تطعيم 70% من عدد السكان. وفي تقييمه لحملة التطعيم بالجزائر، أوضح خبير الفيروسات قائلا، " الجزائر كانت في مقدمة الدول التي باشرت عملية التلقيح ضد فيروس كوفيد19 بحصولها على اللقاح "الروسي سبوتنيك في" و"أسترازينيكا البريطاني"، ولقحت لحد الآن نسبة ضئيلة جدا ". بقاط:"يجب الرد على مخاوف الجزائريين بدل إحصاء حالات كورونا المتحوّرة" من جانبه، قال الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس العمادة الوطنية للأطباء في تصريح أدلى به ل "الخبر" أمس، " حان الوقت للرد على تساؤلات ومخاوف المواطنين بفتح تحقيق وبائي دقيق وصارم، بدل إحصاء عدد إصابات كورونا المتحوّرة، فهذا الأمر ضاعف القلق والارتباك لدى عامة الجزائريين ". ويرى الدكتور بقاط "أنه لو سارت عملية التطعيم بشكل مستمر، لكنا في وضعية مريحة، وتجنبنا انتشار العدوى وظهور السلالات المتحورة الجديدة ".