دعا الأخصائي النفساني نبيل ولد محي الدين في حوار مع «الشعب» إلى ضرورة إنشاء مواقع سكنية قرب المجمعات النفطية مع مراعاة الإجراءات الأمنية من الكوارث وهذا لتوفير ظروف العمل المناسبة للعمال الناشطين بحقول النفط وتخليصهم من الضغوطات والتبعات النفسية التي تنجم عن ابتعادهم عن محيطهم الاجتماعي والأسري، وعن الحلول وأمور أخرى نكتشفها في هذا الحوار.. @ «الشعب»: يعاني الكثير من شباب الشمال العاملون بحقول النفط بالصحراء من تبعات نفسية جراء تغيير المحيط وكذا العمل في ظروف مناخية صعبة، فهل من توضيحات حول ذلك؟ @@ الأستاذ ولد محي الدين نبيل: إن تغيير الإنسان لمحيط وبيئته الاجتماعية ينعكس عليه سلبيا، فالتفاعل النفسي والجسماني مع محيط جديد يكون بمقاومة شديدة من الفرد الذي لا يتقبل الانفصال عن محيطه الذي كبر فيه. وتظهر الاختلالات والتغيرات في زيادة نسبة إفرازات الغدد وخاصة النخامية والكظرية وهو ما يجعل نسبة الضغط تزداد عليه، ويظهر ذلك جليا أكثر عند الذين يملكون أطفالا. ويولد هذا الواقع الجديد استهلاكا كبيرا للسعرات الحرارية ومنه المزيد من التعب والإرهاق والكثير من الانعكاسات السلبية. @ ما هي الانعكاسات السلبية التي يمكن أن نلاحظها على الفرد؟ @@ إن تغير المحيط على العاملين من الشمال في الصحراء يولد أخطاء وحوادث العمل كثيرة حيث يؤدي الانشغال الدائم بالعائلة إلى نقص وفقدان التركيز وخاصة في المناسبات والأعياد حيث يحتاج الإنسان للجو العائلي والمحيط الاجتماعي للترفيه والتنفيس وتقاسم المتاعب. وقد ينتج الضغط سلوكات عنيفة وهروبا من موقع العمل، وكثرة التردد على الطبيب للهروب من الواقع، ومن نتائج ذلك نذكر ضعف المردودية والتأثير العشوائي على نشاط المؤسسة. @ ما هي الحلول المقترحة للتقليل من الأضرار النفسية على هذه الفئة من العمال؟ @@ إن المتابعة النفسية للعمال البعيدين عن أسرهم وعائلاتهم أمر أكثر من ضروري، خاصة في المناسبات والأعياد، وأعتقد أن تقريب العمال من مواقع عملهم وجلب أسرهم قد يحل نوعا ما مشاكل العمال بقواعد استخراج النفط، وهذا سينعكس إيجابا حتى على التنمية والتخفيف من حدة الضغط على الشمال.