شكل »الخيال في الأدب: ابن المقفع، الجاحظ وألف ليلة وليلة رواد الحكاية العصرية« موضوع المقهى الأدبي الذي انتظم على هامش معرض الجزائر الدولي للكتاب قام بتنشيطه بعد ظهر أول أمس الثلاثاء الأستاذ عبد الحميد حاجيات مدرس الثقافات الشعبية بجامعة تلمسان. وفي مداخلته حول »كتاب كليلة ودمنة« قال المحاضر أن مؤلفه ابن المقفع الذي عاش في القرن الثاني للهجرة (الثامن ميلادي)، احتل مكانه مرموقة في الأدب العربي وذاع صيته دوليا، فهو الكتاب الذي اعتمد فيه ابن المقفع على سرد الحكايات على لسان الحيوان، وهي في مجملها روايات تنطق بالحكمة والتربية والاحسان ومحاربة الظلم، وهو ما جعل المؤلف أول رائد للحكاية على لسان الحيوان. وذكر الأستاذ ''حاجيات'' أن عنصر الخيال في التعامل مع الحيوان والنطق بما يناسب نصوص الحكمة هو من أهم أساليب ابن المقفع في كتابه »كليلة ودمنة« وهو يعود أيضا لما يمتاز به المؤلف من ذكاء مفرط وسرعة بديهة وثقة بالنفس عظيمة حتى قال عنه رائد النحو العربي، الخليل بن أحمد أن »علمه سبق عقله« ومدح كتابه »كليلة ودمنة« بأنه يمتاز بجودته ورقي لغته لما جاء به من حكمة وأدب وتهذيب النفس الانسانية. ولاحظ الأستاذ »حاجيات« أن كتاب ابن المقفع الذي دعا إلى التثبت في قراءته والتعمق فيه يعتبر أول عمل في حركة الترجمة التي غزت الثقافة العربية ثم العالمية، وهو كتاب كما قال عنه المحاضر، مهّد لحركة التدوين أيضا في العالم العربي والإسلامي وأثر في نشأة الثقافة الاسلامية رغم أصول ابن مقفع الفارسية، حيث كانت فارسآنذاك تمتاز بثقافة راقية لما أخذته عن الحضارة الهندية. وخلص المحاضر في الأخير إلى أن كتاب »كليلة ودمنة« باعتباره أحد الكتب المرموقة والتي عرفت انشارا واسعا واقتباسات متعددة في جميع دول العالم وظّف فيها الكاتب الخيال كأسلوب أدبي جديد موجه إلى التربية الأخلاقية للانسان كالشجاعة وحب الخير والوفاء والابتعاد قدر المستطاع عن مساوئ وسلبيات الحياة. والجدير بالذكر، أن »المقهى الأدبي« لمعرض الجزائر للكتاب برمجت خلاله العديد من النشاطات الثقافية تتمحور أصلا موضوعات مختلفة كالرواية والأدب والترجمة ومستقبل الكتاب والمكتبات، بالإضافة إلى ملتقيات تصب في نفس الموضوع سوف يحتضنها فندق الهيلتون تنطلق ابتداء من الثاني نوفمبر المقبل. ------------------------------------------------------------------------ أحمد دبيلي