واعتبر الكاتب والأستاذ الجامعي سعدي بزيان، المقيم في المهجر والذي نزل ضيفا على الجاحظية، أول أمس، في محاضرة ألقاها حول "صفحات في تجربة ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية، أن تغييب رواد المترجمين الجزائريين سواء في فرنسا أو في الجزائر"فضيحة كبيرة"، مستدلا على ذلك بعدم التعريف بهم حتى في الجامعة الجزائرية أمثال، الحنفي بن عيسى وجمال الدين بن شيخ الذي يعتبر شيخ المترجمين العرب في فرنسا. ويضيف بزيان أن بن شيخ، هو مؤسس الأدب المقارن في جامعة الجزائر التي لا تملك حتى نشرية إعلامية للتعريف بنشاطاتها وأعلامها، وهي تستعدّ للاحتفال بذكرى تأسيسها المئوية.. بزيان، أعطى حصيلة تجربته الخاصة في ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية كونه يعيش في المهجر لأكثر من ثلاثين سنة، مقرا بصعوبة الإلمام بالموضوع،مشيرا إلى أن الأدب العربي المترجم الى الفرنسية يبقى شحيحا جدا مقارنة باللغات الأخرى و هذا راجع أساسا حسبه الى عدم اهتمام العرب بلغتهم خارج أقطارهم، و تعود بوادر ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية إلى "أنطوان قالان" المستشرق الفرنسي الذي قام بترجمة رائعة ألف ليلة و ليلة، وإن لم يتقيد قالان بالنص حرفيا فقد أعطى للرائعة سياقا يتماشى والذوق الأوروبي . ويعتبر بزيان المستشرق الفرنسي "برناربيار" عراب ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية" وقد ترجم برنار أكثرمن 250 عنوانا في دار نشر" سندباد" التي أفلست بوفاة برنار والتي لم تلق الاهتمام لا من طرف لا العرب ولا غيرهم. بالإضافة غالى جاك بيرك صديق الثقافة العربية . وقد قسم بزيان فترات ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية إلى ثلاثة مراحل، الأولى ترجمة الكتب العلمية مثل كتب ابن رشد المعروف في الغرب باسم "افرواس"، ثم مرحلة ترجمة التراث العربي، كأعمال عماد الدين الأصفهاني أما المرحلة الثالثة فقد حظيت فيها أسماء مثل نجيب محفوظ ، صنع الله إبراهيم، الطاهر وطار، و واسيني الأعرج، بالإضافة إلى أحلام مستغانمي بالترجمة الواسعة لأعمالهم ..