أطباء وممرضون يتطوعون للإسعاف

تركت الحرائق المهولة التي اجتاحت مناطق بتيزي وزو مشاهد مأساوية، كما شهدت هبات تضامنية منقطعة النظير في صورة ليست بغريبة عن الجزائريين عندما تعصف بهم الأزمات والمحن، فتجدهم أول من ينتفضون من مختلف أرجاء الوطن للمساندة وتقديم يد العون والتضامن مع أبناء بلدهم تحت شعار «خاوة خاوة».
لم تمض ساعات قليلة عن حدوث الفاجعة التي ألمت بسكان القرى والمداشر بالمنطقة بعد أن أحرقت منازلهم وفقدوا جل ممتلكاتهم وتعرضوا لحروق من درجات متفاوتة وآخرون فقدوا حياتهم، إلا وكانت استجابة واسعة وسريعة من طرف كافة أطياف الشعب الجزائري الذين لبوا نداءات استغاثة ساكنة تلك المناطق وأتوا من كل حدب وصوب محملين بمختلف المواد الغذائية والملابس والأغطية والأفرشة والمياه المعدنية والأدوية الموجهة لعلاج المصابين، لعلهم يساهمون ولو بقليل في تخفيف الضرر الذي تعيشه العائلات المنكوبة.
ولم تقتصر المبادرات الإنسانية والهبات التضامنية الموجهة لإغاثة سكان القرى المتضررين من حرائق الغابات على جمعيات المجتمع المدني والمواطنين والمحسنين ولجان الأحياء المتواجدين بجميع الولايات، بل شملت أيضا أصحاب البذلة البيضاء الذين لم يتوانوا في تقديم المساعدة وإسعاف الأشخاص المصابين جراء ألسنة النيران التي حاصرتهم من كل مكان، حيث تجند عدد كبير من الأطباء وشبه الطبيين الذين قدموا من مناطق مختلفة للمساهمة في تخفيف الضغط على مستشفى تيزي وزو والمؤسسات الصحية الأخرى.
وتجند أطباء خواص بالتنسيق مع مجموعة الجزائر للإسعافات التابعة لفريق «دو دوكس» لمساعدة عدد كبير من المرضى ضحايا الحرائق من خلال تنقلهم إلى بعض المداشر والقرى البعيدة عن مدينة تيزي وزو والتي وصلتها النيران محملين معهم أدوية ومستلزمات الإسعاف للتكفل مباشرة بالمصابين الذين يمكن علاجهم دون الحاجة إلى توجيههم إلى المستشفى.
من جهته أشاد الأخصائي الدكتور ياسين بلحي الذي كان ضمن فريق الإسعاف بالمنطقة المتضررة في تيزي وزو، بالمجهودات الكبيرة التي بذلها الطاقم الطبي وشبه الطبي ومتطوعين دون توقف في تقديم خدمات طبية لفائدة الأشخاص المصابين بدرجات الحروق المتفاوتة ومعاينة وتشخيص المرضى وإغاثتهم، مشيرا إلى أن عملية الإسعاف طالت أيضا بعض أعوان الحماية المدنية الذين تعرضوا إلى إصابات وجروح خلال إخماد النيران.
وساهمت جمعية الصحة للجميع «بالتعاون مع «Medsa» الجزائر في تقديم الدعم لسكان المنطقة عبر إرسال قافلة طبية إلى المناطق المتضررة بتيزي وزو وتتضمن أطباء مختصين لتعزيز الطاقم الطبي المتطوع المتواجد بالولاية، بالإضافة إلى توفير مستلزمات وحاجيات طبية وأدوية تستعمل لعلاج المصابين بالحروق والتكفل بالمرضى.
بياطرة يساهمون في إنقاذ الحيوانات
موجة حرائق الغابات التي راح ضحيتها عشرات الأشخاص وتسببت في حرق الأخضر واليابس بالعديد من قرى تيزي وزو، طالت أيضا الحيوانات الأليفة، ما جعل بعض الجمعيات والمحسنين يطلقون نداءات استغاثة من أجل تدخل الأطباء البيطريين لإنقاذ الحيوانات المحترقة والتي بحاجة ماسة إلى العلاج، داعين المحسنين بالولاية إلى فتح محلات لاستقبال الحيوانات والتكفل بهم من قبل البياطرة المتطوعين.
وقد استجاب أكثر من 10 أطباء بياطرة من الجزائر العاصمة، زيادة على آخرين من المناطق الأخرى للنداء وقرروا التطوع لرعاية الحيوانات التي أصابتها النيران، خاصة وأن عددهم محدود على مستوى ولاية تيزي وزو، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بين جميع البياطرة عبر الوطن للمساهمة في التكفل بمعالجة الحيوانات المتضررة.
في ذات السياق، أعلنت العيادة البيطرية «فيتوكاب» بحيدرة، عن استعدادها للتكفل بالحيوانات المصابة وجمع ونقل التبرعات من معدات وأدوية تساهم في علاجها بتيزي وزو، بالإضافة إلى دعوة جميع الأطباء البيطريين المتواجدين في الولايات المتضررة إلى التجند أكثر والتضامن فيما بينهم لإنقاذ الحيوانات وعدم إهمالها.