عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بنداءات التضامن مع مواطني المناطق المتضررة من سلسلة الحرائق التي اندلعت في أكثر من 14 ولاية . هبّة تضامنية جديدة يسجلها الجزائريون مرة أخرى، والذين اصبحوا يتجندون تلقائيا لمواجهة المحن ، فبعدما كانت مواقع التواصل الاجتماعي فضاءات لتغطية الطلب على الأكسجين للمصابين بمضاعفات كوفيد 19 بشراء المكثفات وتوزيعها وإغاثة عشرات من الأرواح المستغيثة ، دفعت محنة الحرائق الرهيبة التي تلتهم غابات ولايات الوطن من تيزي وزو والبليدة والمدية وسطيف وعنابة وغيرها الجزائريين من أبسط المواطنين والجمعيات إلى التجند لإغاثة سكان المناطق المتضررة وعلى رأسها تيزي وزو بالمواد الأساسية ، فمن الذي فتح بيته وقاعات الأفراح لإيواء المتضررين إلى من أطلق عملية تبرع لجمع المؤونة والأفرشة وحتى الألبسة ومواد الإسعافات الأولية لتخفيف وطأة المحنة التي اعتصرت لها قلوب الجزائريين . ولا تكاد تخلو صفحات الجمعيات وحتى مجموعات الفايسبوك من إعلانات حملات التضامن لصالح سكان المناطق التي تشهد موجة الحرائق ، ولجأ عدد من شباب ولايات الجزائر وخنشلة وغيرها إلى إطلاق نداءات تضامن وجمع تبرعات مختلفة لايصالها إلى سكان تيزي وزو و حتى التوجه نحو برؤ النيران للمساهمة في جهود إخماد الحرائق الرهيبة و،التي خلّفت في حصيلة أولية وفاة 25 عسكريا و17 مدنيا حسب تصريحات الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان . وترتكز المساعدات المطلوب جمعها على المواد الغذائية والمياه المعدنية والألبسة والأفرشة ومواد الإسعافات الأولية والكمامات والمعقمات ، بينما طالبت الجمعية الوطنية لمساعدة المرضى "وين نلقى" بالتركيز على المواد الطبية ومواد معالجة الحروق وطالبت من المواطنين تسليم المساعدات بمقر الجمعية بدرارية بالعاصمة . وعلى قدر ما فطرت صور الحريق والضحايا الذين قضوا فيه قلوب الجزائريين خلال 48 ساعة الماضية على قدر ما أثلجت صور التضامن التلقائي صدورهم ، فالجزائريون أوقات المحن لا يحتاجون لتوصية و لا طلب التضامن والتبرع فتظهر وحدتهم في أجمل صورها من أبسط مواطن يتبرع بمياه معدنية إلى غيره ممن يملك الإمكانات للمساعدة وتخفيف وطأة ألم المحنة على أمل أن ترفع بأقل الأضرار .