دعا اجتماع لوزراء الزّراعة في مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة في العالم إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة الجوع والدعوة لمزيد من الابتكار في الزراعة. تناول الاجتماع الذي استمر يومين وانعقد في فلورنسا في إيطاليا كيفية ضمان وجود ما يكفي من الطعام لسكان العالم، من بين أمور أخرى. ودعا ستيفانو باتوانيلي وزير الزراعة الإيطالي إلى التحلي بالصبر، قائلا إن القرارات المتخذة قد لا تظهر آثارها لأعوام. ووصف باتوانيلي الذي تترأس بلاده مجموعة العشرين هذا العام، معاناة مئات الملايين من الأشخاص من سوء التغذية، بينما يتم هدر الطعام على نطاق واسع في أماكن أخرى ب "التناقض الكبير". ويتم التخلص من نحو مليار طن من الغذاء كل عام، وفقا لتحليل أجرته مجموعة "كولديريتي" الزراعية، استنادا إلى بيانات الأممالمتحدة. ويبلغ إجمالي الكمية التي يتم التخلص منها نحو 17 في المائة من إجمالي المنتجات الزراعية. وقال وزراء مجموعة العشرين في بيانهم الختامي، "ندرك أن النظم الغذائية المستدامة والمرنة تعد جوهرية للأمن الغذائي والتغذية". كما ناقش الحضور كيفية ربط إنتاج مزيد من الغذاء بحماية المناخ، وقدمت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أخيرا دراسة أشارت إلى أن نحو 470 مليار دولار من الإعانات الزراعية السنوية ليست مستدامة أو عادلة. وذكر الباحثون أنه لا يمكن معالجة التفاوتات الاجتماعية والأضرار البيئية إلا من خلال إعادة توزيع المساعدات. وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة، في تقرير سابق، من أن آثار جائحة كورونا على الأمن الغذائي العالمي ستكون طويلة الأمد، بعدما أسهمت خلال عام 2020 في زيادة عدد الذين يواجهون الجوع 18 في المائة. وأوضحت المنظمة، أن هذه الزيادة هي الأكبر منذ ما لا يقل عن 15 عاما، محذرة من أن أثر كورونا في الأمن الغذائي قد يقوض هدف الأممالمتحدة المتعلق بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030. وذكرت "فاو"، في تقرير أعدته بالتعاون مع الصندوق الدولي لتنمية الزراعة وهيئة "يونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، أن ما بين 720 و811 مليون شخص قد عانوا من الجوع العام الماضي، وهو ما يزيد بنحو 118 مليونا عن العام السابق. وأشارت إلى أن أكثر من نصف المتأثرين بسوء التغذية يعيشون في آسيا "نحو 418 مليون شخص"، وأكثر من الثلث في إفريقيا "282 مليونا" وأمريكا اللاتينية "60 مليونا". وقال دومينيك بورجون مدير مكتب "فاو" في الأممالمتحدة في جنيف، في مقابلة سابقة مع ال "الفرنسية"، "نرى أن الأرقام ارتفعت بشكل كبير". وعلى نطاق أوسع، بلغ عدد الأشخاص الذين لا يحصلون على غذاء كاف على مدار العام، وبالتالي الذين قد يواجهون صعوبة في تأمين الغذاء في أوقات معينة من العام، نحو 2.37 مليار في 2020، أو 320 مليون شخص أكثر من عام 2019. وهذا يجعل الزيادة مساوية لتلك التي سجلت خلال الأعوام الخمسة الماضية، بحسب التقرير.