أكد الخبير في الشأن الطاقوي مهماه بوزيان، أن الجزائر، كشريك موثوق، قادرة على ضمان جميع الإمدادات من الغاز الطبيعي لزبائنها، في شبه جزيرة إيبيريا وغيرهم، على الأمدين القريب والبعيد، ودون الحاجة إلى «وسيط». في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، أوضح الخبير أن رفع قدرات تحميل الغاز الطبيعي لأنبوب «مدغاز»، من 8 ملايير متر مكعب حاليا إلى 10,5 مليار متر مكعب ابتداء من نهاية نوفمبر المقبل، إضافة إلى استخدام القدرات الكبيرة للجزائر في مجال الغاز المسال، والتي تبلغ حوالي 34 مليار متر مكعب، يجعلها في غنى عن أنبوب الغاز الأورو- مغاربي (GME)، الذي تنتهي مدة عقده نهاية أكتوبر الجاري. وقال: «ينبغي أن يدرك الجميع، بأن الجزائر مورّد موثوق للغاز، وباعتمادها على «مدغاز» لتصدير الغاز إلى إسبانيا والبرتغال، فهي تطرح على شركائها الأوروبيين خيارا تجاريا أكثر أمنا وسلاسة وأقل كلفة (من GME)» وتضمن لهم «إمدادات آمنة من الغاز الطبيعي على مدى 25 إلى 30 سنة القادمة». كما أكد أن قدرات أنبوب «مدغاز» الرابط مباشرة بين الجزائر وإسبانيا، عبر بني صاف (عين تموشنت)، والتي ستقارب بعد التوسعة قدرات أنبوب GME، يمكن ان «تصل بسهولة» إلى ضعف السعة الابتدائية للأنبوب أي إلى 16 مليار متر مكعب. وبخصوص (GME)، الذي دخل حيز الاستغلال سنة 1996، والذي يوفر ثلث إمدادات الغاز الجزائري نحو إسبانيا، انطلاقا من حاسي الرمل على مسافة 1400 كلم، مرورا بالمغرب، اعتبره الخبير «مسألة تجارية لا تعني الجزائر في شيء». وتساءل عن «جدوى الحاجة إلى تعقيد العملية التجارية بالبحث عن إشراك طرف ثالث كوسيط، لا حاجة للجزائر ولشركائها في شبه جزيرة إيبيريا به، ماداموا سيضمنون تدفق الغاز إليهم بالكميات المطلوبة وفي نطاق الشروط المرجوة وبشكل مستدام وآمن على المديين المتوسط وحتى البعيد». وأردف الخبير: «باعتبار أن مستوى الاستهلاك الأوروبي من الغاز سيبلغ 242 مليار متر مكعب سنة 2050 حسب التوقعات، فإن مجموع سعة الأنابيب القائمة والمخطط لها لوحدها تتجاوز حاجة أوروبا من الغاز، دون إغفال قدرات الغاز المسال... فلا حاجة إذاً، إلى تعدد الأنابيب المتوجهة نحو أوروبا». وأكد أن الجزائر، وهي أول مورد للغاز لإسبانيا، التي ضمنت لها 45,73٪ من إمداداتها الإجمالية خلال السداسي الأول من 2021، «لا يمكنها أن تجازف بمكانتها هذه (كأهم شريك) بأي حال من الأحوال». وأبرز أن شركة «ناتورجي» الإسبانية، ستصبح بفضل الاعتماد الكلي للجزائر على «مدغاز» في إمداد إسبانيا «في غنى عن دفع الإتاوات كحق عبور لاستغلال أنوب (GME).