تودع الساحة الفنية أحد عمالقتها البررة الملحن الكبير محمد بوليفة إلى مثواه الأخير، حيث يوارى الثرى ظهيرة اليوم بمقبرة قاريدي بالقبة، بعد صراع مع سرطان “البروستات” ليفارق عشاقه ومحبيه عن عمر يناهز ال57 سنة، بعد مشوار فني عريق.. أكد نجل الفقيد محمد بوليفة في اتصال مع “الشعب” أن حالة والده ازدادت سوءا خلال الثلاثة أيام الماضية، حيث توقف عن الأكل، وهو ما أضطره لنقله إلى مستشفى القبة صبيحة أمس السبت، غير أن إرادة الله كانت أقوى ليسلم روحه إلى بارئها تاركا الساحة الفنية تنعي فراق أكبر ملحن عرفته الجزائر. وقال “أنور بوليفة” نجل الفقيد أنه بالرغم من معاناة والده مع المرض إلا أنه عاش حياة طبيعية، حيث كان يواصل علاجه الكيميائي بمستشفى البليدة، وبمجرد الانتهاء منه يباشر عمله بطريقة عادية كمدير لمعهد الموسيقى، مشيرا إلى أن أخر عمل له أغنية وطنية بعنوان “جيشنا” بمشاركة نخبة من الفنانين من أرجاء الوطن، والتي تأتي حسب أنور في إطار احتفاء الجزائر بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية. وأبى نجل الفقيد إلا أن يتحدث عن خصال والده الذي يعرفه الصغير قبل الكبير، مؤكدا بأنه إنسان متواضع، لم تكن تهمه الأضواء بقدر ما كان يهمه تقديم عمل في المستوى وينال بالدرجة الأولى إعجاب الجمهور. وأضاف أنور بوليفة بأن المرض لم يثنه يوما عن مواصلة فنه، حيث كان يبني آملا كبيرة ويطمح لتقديم الكثير مستقبلا للفن الجزائري.