شهدت ولاية معسكر عبر كامل ترابها بداية من الشهر الجاري وخلال الأيام الماضية، تساقطات مطرية معتبرة، قدّرتها مصالح الأرصاد الجوية ب 71,7 مم. لم تسبّب الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الساعات الأخيرة بولاية معسكر أية خسائر كارثية، على غرار المواسم الماطرة التي سجلت فيها الولاية فيضانات كبيرة وحوادث ناجمة عنها، على غرار مياه السيول الجارفة التي تدفقت داخل مستشفى غريس والسكنات الوظيفية لعمال التربية بنفس المنطقة، إضافة الى معاناة العديد من المواطنين في المناطق المنخفضة من الفيضانات في كل موسم شتاء. وكانت مصالح ولاية معسكر قد أحصت في وقت سابق نحو 29 نقطة سوداء لتجمع مياه الأمطار وتشكلها في سيول جارفة، تمّت معالجتها تقنيا من خلال التدخل الاستباقي عبر سلت الأودية ومجاري صرف المياه، وتنقية البالوعات وشبكات صرف المياه. من جهتها، أحصت مصالح الحماية المدنية لمعسكر، عدة تدخّلات لأعوانها عبر مناطق مختلفة من أجل امتصاص المياه المتدفقة داخل المنازل بأحياء عديدة بمعسكر وضواحيها، ومثلها فرق التدخل المشكلة من مصالح مديرية الأشغال العمومية والمؤسسة العمومية للنظافة. تدخّلت عبر عدّة مواقع بشبكة الطرق الوطنية والولائية من أجل رفع الأتربة ومخلفات السيول، على غرار الطريق الوطني رقم 17 الرابط بين حسين والمحمدية الذي غمرته مياه واد الحمام المتجه إلى سد فرقوق، وتسبّبت في شل حركة المرور أمام السيارات النفعية وشاحنات الوزن الثقيل. كما نفّذ أعوان ديوان التطهير 266 تدخل عبر مناطق متفرقة بتراب الولاية لامتصاص مياه الأمطار والصرف الصحي التي غمرت الأحياء وأقبية البنايات السكانية، غير ذلك تسبّبت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية معسكر دون انقطاع في 48 ساعة الأخيرة في تذبذب حركة النقل لعدة خطوط واتجاهات داخلية، حلّ محلها سائقي سيارات «الكلوندستان»، ما أظهر حالة تذمر بين العمال والموظفين والطلبة المتمدرسين. في ذات السياق، عبّر سكان مزرعة سي درويش عن مخاوفهم من فيضان وادي القوايير عند نقطة التقائه بوادي ماوسة، بعد ارتفاع منسوب مياه الواديان، لاسيما وأن جريان الواديان حمل معه الأطنان من النفايات البلاستيكية، ما تسبّب في عرقلة جريان مياه السيول وتدفقها وسط الأراضي الفلاحية.