كادت الأمطار المتهاطلة على ولاية معسكر أمسية الخميس إلى الجمعة، لمدة لم تزد عن 20 دقيقة، أن تتسبب في خسائر لا يحمد عقباها، نتيجة ارتفاع السيول إلى نصف متر في بعض المناطق على غرار وسط مدينة معسكر ومدينة المحمدية. حيث واجه الكميات المعتبرة من المياه المتساقطة انسداد البالوعات ومجاري مياه الأمطار، ما حولها إلى سيول جارفة متسببة في شلل حركة المرور وغلق عدة طرق، كما تدفقت مياه الأمطار داخل البيوت في بعض الأحياء والقرى والتجمعات السكنية، عكس ما كان متوقعا من التدابير التي ألزمت السلطات الولائية رؤساء الدوائر والبلديات ومديري القطاعات - اتخاذها قبل فترة بداية من تنقية مجاري المياه والأودية وسلت شبكات الصرف الصحي، الأمر الذي كشفته الأمطار المتهاطلة لفترة قصيرة جدا وظهر أكثر للعيان، خاصة بعد الغياب المسجّل بين السلطات الولائية والمحلية في عدة بلديات ومناطق غمرتها مياه السيول ولم تكلّف هذه الجهات نفسها عناء تسجيل الحضور والاحتكاك بالمواطن في هذه الظروف علّ ذلك يخفف جزاءً من معاناته، باستثناء عناصر الحماية المدنية الذين سجل استحسان لتدخلاتهم الفورية طيلة ليلة الخميس إلى الجمعة لتفقّد سكان المناطق المجاورة للأودية والتجمعات السكنية التي تعرضت للسيول. وأمضى سكان البنايات الهشّة بحي بابا علي العتيق ووسط مدينة معسكر وحتى المحمدية ليلة بيضاء خارج منازلهم رغم انخفاض درجات الحرارة، مخافة استمرار التقلبات الجوية وتسبّبها في انهيار هذه المنازل التي تتساقط أجزاء منها بين الحين والآخر. كما كان ذلك حال سكان قرية نواري حمو الفلاحية الذين واجهوا السيول الجارفة بوضع أكياس الأتربة أمام ديارهم، قبل أن تنفجر مياه شبكة الصرف الصحي داخلها، الأمر الذي اضطر بهم إلى الاستنجاد بعناصر الحماية المدنية والتعاون فيما بينهم لضخ المياه القذرة خارج البيوت. ورغم كل ذلك، لم يكن للسكان والمواطنين أي مطالب قد تكلف من ميزانية الجماعات المحلية فلسا، عدا تفقدهم من طرف المسؤولين المحليين في هذه الظروف التي تتجدّد في كل موسم خريف.